إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) مذكرة سكان القدس إلى السيد عبد المنعم الرفاعي، بشأن الضغوط الاقتصادية التي تمارسها سلطات الاحتلال
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5،ص 250 - 252"

الاحتلال الذي يجثم على صدورهم، وتتجاهل تجاهلا فاضحا القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والهيئة العامة. ولكن احتجاجاتنا ذهبت إدراج الرياح، ولم تلق أي اهتمام أو تقدير ولا شك في ان الإسرائيليين يهدفون من وراء ذلك تدمير الاقتصاد العربي في المدينة العربية، وبسط سيطرتهم الاقتصادية والتجارية عليها، ووضع السكان العرب في ظروف اقتصادية ومالية صعبة جدا، والضغط عليهم عن طريق هذه الضرائب التي لا تطاق، وإجبارهم على ترك المدينة والرحيل عنها، وكذلك الضغط على أصحاب الأملاك والمخازن التجارية لبيعها تخلصا من الضرائب المختلفة المفروضة عليها. وفي رأينا، أن هذا الموضوع هو اشد خطرا وأبعد أثرا على السكان العرب من قانون التنظيمات الإدارية، وان من الضروري جدا، بل ومن الحيوي، أن تقوم الحكومة الأردنية وهي المسؤولة عن السكان العرب وأحوالهم، وعن هذه المدينة الخالدة وعن بقائها عربية، بدور إيجابي وفعال للاعتراض رسميا على هذه الإجراءات ومقاومتها ووقفها، قبل أن تصبح أمرا واقعا، وذلك عن طريق إثارة هذا الموضوع في مجلس الأمن، وعلى المستويات الدبلوماسية العليا.

         واننا لعلى ثقة بان الحكومة ستقوم بالخطوات السريعة اللازمة في هذا السبيل، مما سوف يكون له ابعد الأثر في التخفيف من الضغط الشديد الظالم الذي يتعرض له السكان العرب في المدينة عن طريق فرض هذه الضرائب الباهظة.

         واننا نود أن نبين فيما يلي هذه الضرائب ومستوياتها، وذلك للاستفادة منها في عرض القضية من قبلكم في مختلف المجالات والمحافل الدولية والدبلوماسية، كما نرفق نسخا من الإشعارات والإنذارات المختلفة التي أرسلت للسكان العرب ولا تزال ترسل يوميا استنادا إلى القوانين الإسرائيلية، من اجل الاستعانة بها في دعم القضية. كما نرفق نسخة من دراسة شاملة قمنا بها للوضع الاقتصادي المتدهور للسكان العرب في المدينة.
         1 - ضريبة الدخل: تجبى هذه الضريبة من المواطنين العرب في القدس بموجب القانون الإسرائيلي، كما هو واضح من مختلف الإشعارات التي أرسلتها دائرة ضريبة الدخل في إسرائيل، ويتراوح مستواها من ضعفين إلى عشرة أضعاف الضريبة التي كانت تجبى بموجب قانون ضريبة الدخل الأردني، مع أن الوضع الاقتصادي خلال الحكم الأردني كان مزدهرا، والحركة التجارية نشيطة جدا ولا يمكن مقارنتها بالحالة الاقتصادية المتدهورة والحركة التجارية الراكدة خلال حكم الاحتلال الإسرائيلي.
         2 - رسوم ترخيص وتجديد رخص السيارات - وهذه الرسوم تجبى أيضا بموجب قوانين وأنظمة إسرائيلية، وتبلغ في مستواها ما بين أربعة وخمسة أضعاف الرسوم الأردنية، وذلك حسب نوع السيارة وقوتها. فمثلا يبلغ رسم ترخيص سيارة أميركية من نوع "شفرولية" ذات ستة محركات حوالي مئة وعشرة دنانير سنويا، وسيارة صغيرة من نوع "فيات 1100" تدفع أربعين دينارا سنويا رسم ترخيص. وبالإضافة إلى ذلك تستوفي سلطات الترخيص 20 بالمئة من رسم الترخيص المقرر عن ضريبة الأمن التي أشرنا إليها.
         3 - ضريبة التأمين الوطني: وهي تفرض على جميع السكان العرب في المدينة، وعلى الشركات والمؤسسات التجارية والمهنية بموجب قانون وأنظمة إسرائيلية، ولم تكن تفرض مثل هذه الضريبة خلال الحكم الأردني، ولا يوجد قانون أردني مشابه للقانون الإسرائيلي.
         4 - رسوم الهاتف: وتستوفى أيضا بموجب القوانين والأنظمة الإسرائيلية، وتبلغ اكثر من ضعفي رسوم الهاتف الأردني. وهنالك ضريبة الأملاك والأراضي، وهي مرتفعة جدا، ولم يبدأوا بتحصيلها حتى الآن، لأن السلطات الإسرائيلية كانت تعتبر الأملاك والعقارات والأراضي العربية في القدس العربية أملاك غائبين، إلى أن أصدرت قانون التنظيمات الإدارية الأخير الذي اعتبر سكان القدس العربية حاضرين بالنسبة لأملاكهم في القدس العربية، ولكنهم كما فهمنا يعدون العدة ويضعون الترتيبات لفضها وتحصيلها بمفعول رجعي يشمل السنين السابقة منذ الاحتلال.
         5 - الضرائب البلدية:
         أ - الضريبة العامة "ضريبة السكن" وهذه الضريبة تفرض على المستأجرين للمساكن والمتاجر والمكاتب، وتجبى بموجب قانون وأنظمة إسرائيلية، ولم تكن مفروضة من قبل أمانة القدس.
         ب - ضريبة الحرف والمهن: وتجبى بموجب قانون إسرائيلي، وتفرض على أصحاب المهن من تجار وشركات ومؤسسات وأطباء ومهندسين ومهنيين، وتبلغ من ضعفين إلى خمسة أضعاف الرسوم المستوفاة بموجب القانون الأردني.
         جـ - ضريبة شؤون اجتماعية واستجمام: وتفرض على المطاعم والمقاهي والفنادق بموجب قانون إسرائيلي، وهي مرتفعة جدا، ولا يوجد لها مثيل بالنسبة للضرائب الأردنية.
         د - ضريبة اليافطات التجارية: وهي أيضا تستوفى بموجب قانون إسرائيلي، وهي مرتفعة أيضا.

         لقد استعرض سكان القدس هذا الموضوع المهم والملح، وقرروا الكتابة إليكم بشأنه، مناشدين اتخاذ الإجراءات السريعة لوقفه.


<2>