إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



برقية رجالات القدس إلى السيد يوثانت احتجاجا على استمرار إسرائيل في تغيير معالم المدينة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 254 - 255"

 

برقية رجالات القدس إلى السيد يوثانت، الأمين العام
للأمم المتحدة، احتجاجا على استمرار إسرائيل في تغيير
معالم المدينة.

 

 

القدس، 30/6/1969

(الدستور، عمان، 6/7/1969)

 

        الأمين العام للأمم المتحدة،
        إسرائيل ما زالت ماضية في تدابيرها الرامية لتغيير معالم القدس، العربية منها والإسلامية. مخالفة بذلك رغبات سكانها الأصليين، وشرعة الأمم، وحقوق الإنسان، وقرارات الأمم المتحدة بتاريخ 4 تموز (يوليو) 1967  رقم 2253 و14 تموز (يوليو) 1967 رقم 2254 وقرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 21 أيار (مايو) 1968 رقم 252.

        تغيرت معالم القدس في معظم جوانبها. وإذا استمر الحال على هذا المنوال فترة أخرى فسوف تصبح هذه المدينة يهودية بحتة، بعد ان كانت ثالث مدينة في الإسلام.

        اعترضنا على هذا الوضع لسلطات الاحتلال الإسرائيلي،  ولكنهم لم يأبهوا لاعتراضنا. وقدمنا اثنين وستين احتجاجا للوزراء والحكام المسئولين إلا انهم بدلا من الاكتراث باحتجاجاتنا زجوا بفريق منا في السجون، ونفوا الآخرين فأبعدوهم إلى ما وراء النهر. حتى التعبير عن الرأي عن طريق مسيرات سلمية، فقد منعونا عن القيام بها. والويل لمن يفتح فاه.

        حكم لم نر أقسى منه على مر السنين. فقد استولوا على مفاتيح باب الحرم الشريف بالقوة وبحجة البحث والتنقيب عن الآثار. حفروا ولا يزالون يحفرون أراضي الوقف الإسلامي المتصلة بالمسجد الأقصى. وبالإضافة إلى المباني العربية التي هدموها فور احتلالهم المدينة في منطقة "حائط المبكى" وعددها 135 بيتا، هدموا قبل خمسة أيام المباني العربية الكائنة حول "الزاوية الفخرية" عند الطرف الغربي من الحرم الشريف، وبهذا بلغ مجموع البيوت العربية التي تم هدمها بالقدس منذ وقف القتال إلى يومنا هذا 231 بيتا.

        وأما في المناطق المحتلة الأخرى من فلسطين، فقد بلغ عدد الدور والمنازل العربية التي هدمها الجيش الإسرائيلي حتى الآن 7140 بيتا، ولدينا كشوف تثبت ذلك بالأسماء والتواريخ والأرقام.

        ولا يزال الهدم مستمرا في القدس في الأحياء العربية التي استولوا عليها داخل السور، وفي الأراضي التي استولوا عليها خارج السور. ويبدو انه ليس لهذا الليل من آخر.

        هذا ما حدانا لرفع شكوانا إلى مجلس الأمن طالبين تحقيقا سريعا، ووضع حد لهذا الظلم الذي ألم بنا، والذي لم يسبق له مثيل في التاريخ.


<1>