برقية الرئيس هواري بومدين، رئيس مجلس الوزراء الجزائري، إلى أمين عام الأمم المتحدة، بشأن حريق الأقصى
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 330"

        ان الاعتداء الشنيع الذي اقترفته إسرائيل ضد أقدس وأقدم بقاع الإسلام، يكشف بصفة قاطعة وجود مخطط للمحتل الصهيوني يرمي إلى القضاء على كل ما يمثل في مدينة القدس التراث العربي الإسلامي لشعب تريد الصهيونية ان تنال من معنوياته بعد أن اغتصبت أراضيه.

        ان هذا الاعتداء الجديد يبرهن على تعصب يذكرنا بالساعات المظلمة التي عاشتها أوروبا تحت احتلال النازية، وهو يعد جريمة ضد حضارة البشرية وضد جميع الفضائل والقيم الأخلاقية، وتأتي لتضاف بكل خزي وعار إلى القائمة الطويلة لتحديات إسرائيل للإنسانية قاطبة.

        وإن الشعب الفلسطيني والأمة العربية في مجموعها وجميع المسلمين أينما وجدوا سيذكرون دائما هذه الجريمة الشنعاء، وهم الذين استطاعوا عبر القرون وتقلبات التاريخ أن يصونوا ويحافظوا على الأماكن المقدسة ويضمنوا حرية ممارسة جميع الأديان.

        وإن هذا العمل الإجرامي سيعمل على تقوية إرادتهم في الدفاع عن حقوقهم الشرعية ووطنهم السليب والقيم الروحية الغالية لدى مئات الملايين من المؤمنين.

        وعلما منا بتمسككم بالدفاع عن القضايا العادلة وبالسلطة المعنوية التي تتمتعون بها، فإننا لا نشك من كونكم ستتخذون جميع التدابير اللازمة لإدانة ومعاقبة هذا العمل الشنيع، وستواصلون العمل من أجل التطبيق الفوري لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقدس.

<1>