إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



نداء من علماء الحرمين الشريفين إلى الزعماء والقادة المسلمين وشعوبهم لإنقاذ المسجد الأقصى
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 346 - 347"

نداء من علماء الحرمين الشريفين إلى الزعماء والقادة
المسلمين وشعوبهم لإنقاذ المسجد الأقصى.

 

مكة، 26/8/1969

(البلاد، جدة، 27/8/1969)

 

         الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد، فمن مهد الإسلام ومهابط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية ومن جوار البيت العتيق ودار الهجرة النبوية، يتوجه علماء الحرمين الشريفين إلى زعماء المسلمين وقادتهم ورؤسائهم بهذا النداء، مهيبين بكل زعيم ورئيس غيور على دينه محافظ على مقدساته، ونناشدكم الله يا قادة المسلمين ويا شعوب الإسلام، باسم الدين والقيم الروحية والأخلاقية والبطولة التي سطرها أسلافكم بأحرف من نور على صفحات التاريخ، أن تنظروا في الفاجعة الكبرى والمصيبة العظمى وهي ما حل بثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين من إحراق وتخريب على أيدي الشر ذمة الباغية بجرأة لم يسبق لها مثيل حتى في عصور التاريخ المظلمة، مما يحقق الظن ويؤكد الشكوك في نواياهم الخبيثة إزاء المسجد الأقصى المبارك. وها هي الأيام تكشف نيتهم وتظهرها لكل ذي لب، فليس إحراق المسجد إلا بداية في طريق النهاية، نهاية قرون طويلة من التاريخ دفع فيها المسلمون ملايين الأرواح للدفاع عن المسجد الأقصى والاحتفاظ به طاهرا مطهرا تشد إليه الرحال وتتلى فيه آيات الله وترتفع منه دعوات المحبة والخير للعالم بأسره. فاحذروا أيها المسلمون وصمة العار التي ستبقى في أجيالكم من بعدكم، وليكن لكم من إيمانكم وعقيدتكم النبراس والدليل، ومن دماء المسلمين الأبرار التي أريقت دفاعا عن المسجد الأقصى القدوة والمثل الأعلى. فاعلنوا الجهاد، حكومات وشعوبا، وارفعوا عن ثالث الحرمين الشريفين الظلم والجور، واجعلوا من شهداء بدر وأحد والقادسية واليرموك وحطين خير قدوة، وكفروا عن سيئاتكم بطلب الشهادة في سبيل الله لإنقاذ القدس وإحباط المحاولات الظالمة لسلبكم مسجدكم ووصمكم بالعار إلى الأبد.

          ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.

         ونحن، علماء الحرمين الشريفين، ندعوكم باسم الدين والعقيدة إلى إجابة نداء الجهاد الذي أعلنه حامي الحرمين الشريفين، جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز، ووجهه لكم في يوم الجمعة تسعة جمادى الثانية 1389 هـ الموافق 22 آب (أغسطس) 1969 م، ندعوكم لإنقاذ المسجد الأقصى وتحرير أرضه من رجس الاحتلال، والظلم. ونذكركم بأن ذلك واجب ديني وفرض على كل مسلم، لان في توحيد الصفوف لاسترجاع بيت المقدس امتثال لأمر الله ورغبة في عظيم ثوابه. قال تعالى: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص. نسأل الله، جل شأنه، أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويجعلنا من عباده الممتثلين لأوامره ونواهيه. كما نسأله أن يرفع عن المسجد الأقصى المبارك الضرر والظلم، وان يوفق زعماء المسلمين إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم، وان ينصر دينه ويعلي كلمته والسلام عليكم.


<1>