إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) البيان السياسي لجبهة التحرير العربية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 353 - 355"

المهددة بالتساقط عند أية خطوة تغييرية تفرضها الحاجة إلى رفع مستوى المساندة لهذا الكفاح.

         إن هذه الطبقات تتحرك ضد الثورة إما بالمجابهة المباشرة أو بالالتصاق بها وبتنظيماتها، امتصاصا لجذريتها، ومنعا لامتدادها، وتعطيلا لمسيرتها الطويلة.

         والاشتراكية هي الضمان لبقاء القيادة في يد الجماهير الكادحة صاحبة النفس الأطول والمصلحة الأبقى في إيصال هذا الكفاح إلى مستوى الحرب الشعبية.

         كما أن الصفة الاشتراكية والتقدمية لهذا الكفاح تضعف من فعالية الدعاية الصهيونية والاستعمارية في خداع الشعوب وتصوير إسرائيل كدولة يراد لها أن تكون ملجأ لشعب مضطهد وشعب راق متقدم، وتكشف الحقيقة العنصرية الاستعمارية لإسرائيل أمام كل ضمير حر في العالم، بل ترفع عن اليهود أنفسهم سيطرة الحركة الصهيونية، وتظهر لهم حقيقة القضية العربية وعدالتها.

         وديمقراطية هذا الكفاح تكمن فيه الصلة بعقل الشعب وروحه، وتحميه من أمراض الوصاية والغرور والانفراد، ومن مخاطر الانحراف والتحلل من المبادئ والقيم الثورية ومن التحجر البيروقراطي والتضخم في المؤسسات، وتمده بروح من السلامة والصراحة في علاقة القيادات بالقواعد، وتخلق لكل فرد مكانا في المعركة يؤدي فيه واجبه كاملا ويطلق طاقاته.

جبهة التحرير العربية:
         إن النبض الثوري الذي تنتفض به روح امتنا منذ الخامس من حزيران (يونيو)، إذ يشد الأمة إلى جرحها الكبير في فلسطين، ويجعل من المجابهة المسلحة للعدو المحك الصادق لجدية الإنسان العربي في ارتباطه بوطنه وفي إخلاصه للقيم والمثل، لا يمتحنها في قدرتها على الفداء فحسب، وانما يمتحنها في إدراكها لقدرة العلم وضرورته لأي كفاح ثوري. ويضعها أمام تحدي جعل العلم في خدمة الثورة، ورفع الثورة في فكرها وتنظيمها وتخطيطها وأدوات عملها إلى المستوى العلمي والفني والتقني القادر والنامي باستمرار، وبلوغ هذا المستوى والتطلع إليه هو أمارة أساسية لصدق أي منظمة ثورية مع نفسها ومهمتها.

         إن قوة جديدة تدخل اليوم ساحة الفداء باسم جبهة التحرير العربية، تشق أمام الثورة دربا جديدا تخوضها تحت راية العقيدة العربية الثورية وبتنظيم قومي يضم مقاتلين عربا، من جميع أطراف الوطن العربي، عاهدوا أمتهم الخالدة على أن يعيدوا إليها فلسطينها ويجبلوا تراب الأرض المقدسة بالدم العربي الثائر.

         إن جبهة التحرير العربية هي مفتوحة، بفكرها وتنظيمها وصيغتها الجبهوية الواسعة، لكل فئة وطنية ولكل مناضل يختار طريق الكفاح الشعبي المسلح طريقا وحيدا للامة لكي تجابه التحدي التاريخي المفروض عليها وترد الغزاة وتحرر الأرض والإنسان.


<3>