بيان صادر عن مؤتمر القمة لدول خط المواجهة مع إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 384"

بيان صادر عن مؤتمر القمة لدول خط المواجهة مع إسرائيل.

         تلبية لمتطلبات الوحدة المصيرية التي تجتازها الأمة العربية اليوم، وردا على التحديات التي تواجه هذه الأمة التي بلغت ذروتها في جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك مهوى أفئدة العرب والمسلمين، وانطلاقا من روح التضامن العربي ووحدة الهدف، فقد تم اجتماع في القاهرة على مستوى القمة لدول المواجهة مع إسرائيل ضم كلا من جلالة الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، واللواء أركان حرب جعفر النميري رئيس مجلس الثورة السوداني، والدكتور نور الدين الاتاسي رئيس الجمهورية العربية السورية، والفريق أول الركن صالح مهدي عماش عضو مجلس قيادة الثورة وممثلا للرئيس احمد حسن البكر، والرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة.

         وقد تم تدارس الموقف بكافة أبعاده وعلى ضوء ما تطرحه الظروف الراهنة من شتى الاحتمالات.

         وقد اتخذ ملوك ورؤساء دول المواجهة القرارات اللازمة بالنسبة لكافة القضايا المطروحة، وكان ذلك تعبيرا صادقا عن وحدة الموقف ومنطلقا لتحرير الأرض المحتلة وتطهيرها من آثار العدوان.

         كما كان من ابرز نتائج اللقاء، اتفاق كافة الأطراف المشتركة فيه على ان حشد جهود الدول العربية قاطبة من أجل المعركة يشكل وسيلة تعزز بها القوى العربية مواجهتها للعدو، وغاية تمليها حتمية تحقيق النصر.

         وقد كان لما قدم من دعم عربي اقتصادي لبعض الدول المواجهة، دور هام في زيادة قدراتها على الصمود.

         ان ما تزخر به الأمة العربية من قدرات لم تفجر بعد وطاقات لم تستثمر فيما يقتضيه هذا الظرف التاريخي من مسؤوليات، يستدعي بذل الجهود ومضاعفتها، ويدعو المؤتمر الدول العربية من أجل الاستفادة من هذه القدرات والطاقات ووضعها في خدمة المعركة.

         ويؤمن المؤتمر بأن المعركة أكبر من أن يحدها مكان لأنها معركة مصيرية، ولذا يجب ان يكون هناك نداء واحد لحشد واحد تكريما ليوم تعلو فيه كلمة الأمة العربية، وتسترد كرامتها وحقها المسلوب بإذن الله.

<1>