إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مذكرة لجنة إنقاذ القدس إلى لجنة حقوق الإنسان
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 432 - 433"

مذكرة لجنة إنقاذ القدس إلى لجنة حقوق الإنسان.

 

 

(المحرر، بيروت، 21/10/1969)

 

         ان لجنة إنقاذ القدس ترى أن سلسلة الانتهاكات المتعددة والمتكررة واليومية لحقوق الإنسان الفلسطيني، منذ بداية الاحتلال لباقي الأجزاء المحتلة من أرض الشعب الفلسطيني عام 1967، إنما هي نتيجة طبيعية وسلسلة في حلقات المأساة التي ابتدأتها الحركة الصهيونية منذ غزت ارض وطنه تحت حراب الانتداب البريطاني في أوائل هذا القرن، واستمرت حتى الآن متعاظمة في قسوتها وشدتها. ان اقتلاع مليون فلسطيني من أرضهم عام 1948، وإحلال غزاة غرباء محلهم ليستوطنوا أرضهم ويستملكوا بيوتهم وعقاراتهم ويسلبوا ثمار أراضيهم ومصادر رزقهم وأموالهم، انتهاك لم يسجله التاريخ. وأن استمرار هذا الوجود الغاصب، واستئناف عملية الغصب والاحتلال سنة 1967، واستمرارها انتهاك فاضح آخر لحق الإنسان الفلسطيني يوجب على الضمير الإنساني مساعدة الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل حقه الإنساني المشروع. وأن بقاء حالة الغصب والاحتلال للأراضي الفلسطينية وبقاء الشعب الفلسطيني محروما من حقه في العودة إلى وطنه وأراضيه وبيوته واستمرار الاحتلال بوطأته وقسوته ونازيته ضد من تبقى من الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة عملية انتهاك مستمرة لحقوق الإنسان وينبغي إدانتها بشدة والعمل المشترك لوقفها.

         منذ بداية احتلال القسم الباقي من فلسطين، بعد العدوان الإسرائيلي في حزيران (يونيو) سنة 1967، وهؤلاء الغزاة المحتلون يقومون باقتراف المخالفات لكل الاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق المدنيين في ظل الاحتلال في سائر أرجاء المناطق المحتلة. فمن نسف للبيوت، وتهجير للسكان، وإبعادهم، وزجهم بالسجون والمعتقلات، وتعذيبهم، وإرهابهم، وقتل السكان، وممارسة أساليب الضغط الاقتصادي والنفسي عليهم، والاستيلاء على أموالهم وأملاكهم، وتمثل ذلك في ما يلي:
         1 - ضم القدس:
         يعتبر هذا الإجراء من أخطر الانتهاكات التي اقترفها التوسعيون الإسرائيليون ضد حرية ورغبة السكان المدنيين الذين رفضوا، ويرفضون عملية الضم هذه، كما يعتبر هذا الإجراء تحديا صارخا لقرارات هيئة الأمم المتحدة تحت رقم 2253 و 2254 تاريخ 4/7/67 و 14/7/67، وقرار مجلس الأمن رقم 252 (1968) المؤرخ 17/5/68، وقرار مجلس الأمن الأخير بتاريخ 3/7/69.

         2 - تهويد القدس:
         كانت عملية ضم القدس تمهيدا لخطوة لاحقة، وهي تهويد المدينة المقدسة. وعملية التهويد التي يقوم بها المحتلون تتم على خطوات متدرجة غايتها ان تخلو القدس بمقدساتها وأراضيها وأموالها وأملاكها خاصة للدولة الصهيونية وشعبها بلا سكانها الفلسطينيين العرب، المسيحيين والمسلمين. ومن الأساليب التي لجأوا إليها لتحقيق عملية التهويد:
         1 - الاستيلاء على أملاك وأموال الغائبين عن المدينة.
         2 - ممارسة الضغط الاقتصادي على السكان بفرض الضرائب الباهظة والرسوم والجمارك والغرامات رغم تدهور الوضع الاقتصادي الناجم عن الاحتلال مما اضطر الكثيرين لتصفية أعمالهم وتجميدها.
         3 - ممارسة سياسة الإرهاب والاعتقالات والتعذيب والقتل ونسف المنازل لدفع أكبر عدد من الشباب للاختفاء وترك المدينة.
         4 - الاستيلاء على أحياء بكاملها وطرد السكان منها.
         5 - نقل عدد من الموظفين لخارج القدس، وإغراء البعض الآخر للتخلي عن الإقامة في المدينة لقاء مبالغ من المال.
         6 - إصدار أوامر استملاك لأراضي وعقارات في القدس.
         7 - إصدار قانون التنظيمات الإدارية، وبموجبه ألزمت الشركات ومختلف نقابات المهن بتسجيل نفسها

<1>