بيان الأحزاب والهيئات الوطنية والتقدمية في لبنان حول الحوادث الجارية في البلد
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 437 - 438"

بيان الأحزاب والهيئات الوطنية والتقدمية في لبنان
حول الحوادث الجارية في البلد.

        اجتمع عدد من ممثلي الأحزاب والهيئات والشخصيات الوطنية والتقدمية في لبنان، في منزل الأستاذ كمال جنبلاط بحضور قادة المنظمات الفدائية في لبنان.

        وقد تدارس المجتمعون الوضع الخطير الناجم عن المؤامرة - المجزرة التي نفذتها السلطات اللبنانية ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة في الأيام الأخيرة على أرض الجنوب، خط المواجهة مع العدو الصهيوني. وقد شجب ممثلو الأحزاب والهيئات والشخصيات الوطنية والتقدمية بشدة، التدابير التعسفية الهمجية التي قامت بها السلطات اللبنانية ضد أبطال المقاومة المكافحين من أجل تحرير بلادهم والمساهمة في الدفاع عن استقلال لبنان في وجه الاعتداءات الاستعمارية الصهيونية المتكررة، وضد الجماهير اللبنانية المتعاطفة مع العمل الفدائي في الجنوب، والصامدة في وجه العدو الصهيوني.

        وقد أكد المجتمعون أن هذه المجزرة إنما هي مؤامرة على استقلال لبنان وعروبته وحركته الوطنية والتقدمية، وعلى مجمل النضال الوطني والتحرري في الوطن العربي، وهى تنفيذ للتصريح الأميركي المتضمن إرادة التدخل في شؤون لبنان ووضعه تحت الوصاية الأميركية وفصله عن العالم العربي.

        وأجمعوا على مقاومة هذا المخطط الإجرامي الذي يعده الحكم الذي اثبت عجزه عن الدفاع عن الاستقلال، وأثبت تنكره لأبسط موجبات السيادة الفعلية وذلك إمعانا في خضوعه للضغوط الاستعمارية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية من الأساس والى عزل شعب لبنان عن الكفاح العربي.

        وليس غريبا أن تستأنف المؤامرة - المجزرة التي بدأت في الثالث والعشرين من نيسان (أبريل)، وان تنفذ إثر صدور بيان الوصاية الأميركية على لبنان الذي يعتبر تحريضا مباشرا للرجعية اللبنانية، وتشجيعا لها على ضرب المقاومة الفلسطينية والحركة الشعبية في لبنان تمهيدا لاستدعاء القوات الأجنبية وتحويله إلى إسرائيل ثانية في المنطقة العربية.

        لذلك يرى المجتمعون إن الواجب الوطني والقومي يقضي بالتعبير عن استنكار شعبنا لهذه المؤامرة وعن تصميمه الحازم على إحباطها بمختلف الوسائل. وهم يدعون إلى الإضراب العام يوم الجمعة الواقع في 24 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، تعبيرا أوليا عن استعداد شعبنا لمختلف النضالات والتضحيات لصيانة استقلاله وعروبته، ولدعم نضال المقاومة الفلسطينية الباسلة وإنذارا للسلطات التي تمادت في استفزاز الشعور الوطني والقومي وذلك لتلبية المطالب الأساسية التالية:
        1 - وقف التآمر على العمل الفدائي، وإنهاء التضييق عليه.
        2 - تحرير المخيمات من الإرهاب الذي تمارسه عليها السلطات غير الدستورية وغير القانونية.
        3 - معاقبة المسؤولين عن المجزرة.
        4 - إعادة المحتجزين من الفدائيين إلى قواعدهم فورا.
        5 - وقف الملاحقات وأعمال الإرهاب بحق المناضلين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين المتعاونين معهم وخاصة في الجنوب.
        6 - ضمان حرية الصحافة والنشر، وسائر الحريات الديمقراطية.

<1>