إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



تصريح مصدر مسؤول في منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية حول الاعتداء الإسرائيلي على منطقة العرقوب
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 500 - 501"

تصريح مصدر مسؤول في منظمة طلائع حرب التحرير
الشعبية حول الاعتداء الإسرائيلي على منطقة العرقوب
في جنوبي لبنان.

 

4/12/1969

(الأنوار، بيروت، 5/12/1969)

 

         أولا - قامت قوات العدو بقصف قرية شبعا والمنطقة المحيطة بها بالمدفعية، كما قصفت قرية كفر شوبا ومواقع أخرى في منطقة العرقوب ابتداء من الساعة الخامسة والنصف صباحا. وفي الساعة الثامنة صباحا، بدأت طائرات العدو توجه عملية القصف بالمدفعية وتشترك معها بالقصف.

         ثانيا - في الساعة التاسعة صباحا، قامت ثلاث طائرات هليكوبتر للعدو بإنزال قوات من الكوماندوس في نقطة تقع خلف الهبارية، بغية قطع الإمدادات عن قواعد ثوارنا المتقدمة في المنطقة. وفي نفس الوقت، قام العدو بإنزال قوات أخرى جنوب شرقي شبعا لفصلها عن كفر شوبا، كما هبطت كتيبة كوماندوس معادية تستقل عشر طائرات هليكوبتر في منطقة كفر شوبا في نقاط تقع جنوب شرق القرية وشرقها. وأخذت قوات العدو تتقدم نحو قواعد ثوارنا في المنطقة تحت قصف مدفعي من منطقة العباسية، وبتغطية من طائرات الهليكوبتر التي أخذت تقصف المنطقة بالصواريخ، بينما قامت طائرات أخرى للعدو بقصف قواعد ثوارنا الخلفية في محاولة لاشغال تلك القواعد. وتقدر القوات التي زج بها العدو في تلك المناطق بكتيبتي كوماندوس، بالإضافة إلى قوات كوماندوس صهيوني أنزلها العدو على السفح الغربي لجبل الشيخ.

         ثالثا - دارت معركة عنيفة وحامية على أثر هذا الإنزال، اشتركت فيها قواعد قوات الصاعقة - والعاصفة في مناطق كفر شوبا والهبارية. وقد احتدمت المعركة بشتى الأسلحة، وقاتل ثوارنا ببطولة منقطعة النظير، ولم يمكنوا العدو من تحقيق أغراضه، ولم يتمكن العدو من الوصول إلى أية قاعدة من قواعد ثوارنا في المنطقة خلال المعركة الطويلة التي استمرت من الساعة الخامسة والنصف صباحا إلى حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، حيث تكبد العدو الصهيوني خسائر كبيرة. وقد اعترف العدو بوقوع خمس إصابات في صفوف قواته في هذه المعركة، بالإضافة إلى مقتل أحد ضباطه. غير أن الحقيقة هي أن خسائره كانت اكبر من ذلك بكثير.
         أما خسائر ثوارنا في منطقة كفر شوبا والهبارية فكانت استشهاد مناضلين من قواتنا.

         رابعا - تصدى ثوارنا من أبطال الصاعقة لقوات العدو التي هبطت في منطقة شبعا. وقد دارت بين ثوارنا وقوات العدو معركة ضارية استخدمت فيها المدفعية وشتى أنواع الأسلحة، ولم يتمكن العدو من التقدم لاحتلال المرتفعات المحيطة بشبعا رغم كل محاولاته لتحقيق هذا الهدف، ورغم كل التعزيزات التي بعث بها لمظلييه، وقد استشهد لنا أربعة من المناضلين في هذه المعركة.

         خامسا - كان مجموع خسائر ثوارنا من أبطال الصاعقة في جميع هذه المعارك، هو استشهاد ستة من المناضلين، وإصابة عدد آخر بجراح، بينهم إحدى مناضلاتنا المتطوعات في الإسعاف الميداني التي أصيبت وهي تقاتل ضد قوات العدو، ضاربة أروع آيات البطولة والتضحية.

         يا جماهير شعبنا العظيم،
         إن المعركة المجيدة التي خاضها ثوارنا، والتي جاءت بعد ساعات قليلة من قيام ثوارنا من أبطال الصاعقة بتوجيه ضربة عنيفة للعدو في المرتفعات السورية المحتلة التي تكبد فيها العدو أكثر من 45 إصابة بين قتيل وجريح، لهي ملحمة مجيدة جديدة تجئ بعد معركة الكرامة لتشكل نقطة تحول هامة على طريق كفاحنا المسلح من أجل تحرير أرضنا المغتصبة، مثلما كانت معركة الكرامة نقطة تحول أساسية على هذا الطريق.


<1>