بيان المنظمات الفدائية الفلسطينية حول قرار مجلس الوزراء الأردني بشأن اتخاذ إجراءات
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 73 - 74"

بيان المنظمات الفدائية الفلسطينية حول قرار مجلس الوزراء الأردني بشأن اتخاذ اجراءات تكفل قيام "مجتمع موحد ومنظم" . (1)

          في هذه اللحظات تجتاز حركة المقاومة الفلسطينية مرحلة حاسمة وخطيرة تهدد القضية الفلسطينية والمقاومة المسلحة بالتطويق والتصفية، فقد أذاعت الحكومة الأردنية اليوم 10 /2 / 1970 بيانا من "11 " بندا موجها كليا ضد العمل الفدائي، وتستهدف عمليا وقف النشاط المسلح والتعبئة الجماهيرية بحجج وعبارات غامضة، الغرض منها ان تكون منظمات المقاومة والجماهير الفلسطينية ومعها الجماهير العربية في حالة بلبلة والتباس. ان جميع فصائل المقاومة ترى في بيان الحكومة الأردنية خطرا مصيريا وسافرا على شعبنا الذي شارك في الكفاح المسلح كحل عادل ومشروع للصراع مع الصهيونية و الامبريالية، ورفض كافة الحلول التصفوية والاستسلامية. ان جميع فصائل حركة المقاومة ترى ان السلطة الأردنية بموقفها الخطير تريد زج البلاد في معركة دموية وحرب أهلية يتقاتل فيها أبناء الشعب الواحد خدمة لأغراض استعمارية وأنانية معادية لحق شعبنا في ممارسة كفاحه المسلح الجماهيري بدون قيد أو شرط.

          ان حركة المقاومة التي انتزعت حقها بدماء الشهداء وببطولة المناضلين ستواصل كفاحها المشروع رافضة تطويقها وتصفيتها كخطوة على طريق تصفية القضية الفلسطينية. ان حركة المقاومة تعتبر ان السلطة الأردنية وحدها المسؤولة عن أية قطرة دم تسيل من أبناء الشعب، وتحملها المسؤولية الكاملة في دفع البلاد لحرب أهلية شاملة بدلا من توجيه البنادق إلى العدو الاستعماري الصهيوني.

          ان حركة المقاومة تطالب جماهير شعبنا وشعوب الأمة العربية باليقظة والثورية للوقوف كتلة متراصة مع العمل الفدائي في معركة المصير التي تحاول السلطة الأردنية فرضها عليه بالقوة والتلويح باستخدام اجهزة الدولة لضربها. ان حركة المقاومة تعلن بكافة فصائلها انها تقف جبهة واحدة صلبة وحديدية لمواجهة المؤامرة وان جماهير الثورة لن تتنازل خطوة واحدة عن حقوقها التي ناضلت من أجلها منذ هزيمة حزيران (يونيو) حتى الآن. ان حركة المقاومة تدعو جميع القوى العربية عامة، والدول المواجهة خاصة، ان تعلن معارضتها بوضوح لاجراءات السلطة الأردنية، وان تتخذ موقفا ثوريا مع حركة المقاومة من أجل حمايتها ومساندتها لمتابعة كفاحها الثوري ضد أعداء الشعب الفلسطيني والأمة العربية، سيما وان هذا الاعلان من السلطة الأردنية قد جاء مباشرة بعد انفضاض دول المواجهة لايهام الشعب وتضليله وتشويه مواقف دول المواجهة الأخرى.

          يا جماهير شعبنا:

          ان ثورتكم في خطر، فالتفوا حولها ولا تنخدعوا بأساليب التضليل والانفعال، فحركة المقاومة مصممة على متابعة النضال حتى النصر مهما بلغت التضحيات، ولن تتهاون ازاء أية محاولة لتطويقها او تصفيتها أو الانفراد بمنظمة دون غيرها، فالقضية ليست قضية أرقام سيارات، أو أسعار تموين. اننا جميعا في خندق واحد، وعلى كل من يحاول تطويق المقاومة أو ضربها ان يتحمل مسؤولية اراقة دماء أبناء شعبنا.

          اليقظة الثورية تجاه مؤامرات الأعداء، والنصر للمقاومة المسلحة الباسلة، وعاشت حرب التحرير الشعبية وعاشت فلسطين حرة عربية.

<1>