إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان اللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان حول الحوادث الأخيرة في البلد
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 190 - 193"

صدر واسعة من جانبنا وقبولا كاملا لاعتذارهم ومبادلتهم الزيارة فورا وفي بلدتهم.

          وشعر المتآمرون في السلطة ان جميع أسلحتهم ووسائلهم قد استنفدت دون أن ينجحوا في إثارة الفتنة الطائفية وإحراق البلد توطئة لتدخل الجيش وحكم البلد وهو جزء من اللعبة المحلية.

          ولكن هل يستسلم المتآمرون؟ بالطبع لا.

  • الإشارة الرابعة:

          ونام لبنان، ليلة متوترة، لم ينم فيها المتآمرون الذين كانوا يخططون ليوم دموي جديد.

          وفي ظهر 26/3، وبينما كان الفلسطينيون، بكل ألم وصبر، يدفنون ضحاياهم في مقبرة الشهداء، كانت العناصر المتآمرة من السلطة بالتعاون مع بعض رجال الكتائب، يهيئون لكمائن في منطقة الدكوانة لإثارة الفتنة هناك. وبالفعل نجحوا في إشعال النار ولكنهم لم ينجحوا في حرق البلد.

          وكان يوما حافلا وقع خلاله العديد من حوادث القتل والخطف مما جعل البلاد تعيش على حافة خطيرة.

          كل هذا لكي تثبت حركة المقاومة حرصها على تطويق الفتنة وعدم الدخول في معركة يريدونها طائفية ونرفضها كل الرفض.

          ولملمنا جراحنا وضحايانا، وقلنا لأبناء شعبنا ان يصبروا ويصمدوا ويتساموا على ما أصيبوا به انتصارا للثورة وحركة المقاومة ضد العناصر المتآمرة والمتواطئة معها.

  • الإشارة الخامسة:

          واستمرت المؤامرة يوما آخر، وكان المتآمرون قد نجحوا في فرض جو من الإرهاب والارتباك والقلق الطائفي الذي كانوا يغذونه بالإشاعات الكاذبة المغرضة والأعمال المشينة كوضع قنبلة في إحدى كنائس الاشرفية وضرب صهريج فارغ بصاروخ لم ينفجر وذلك ترويعا للأبرياء والشرفاء. ثم تسللوا في عتمة الليل إلى اسطحة المباني في حارة حريك المواجهة لمخيم برج البراجنة لإشعال النار هناك واظهار الوضع على انه خلاف بين الفدائيين والأهالي كما أصرت جريدة "العمل" على تسميته.

          وفشلت المؤامرة في مرحلتها الخامسة، عندما التقى أهل حارة حريك مع قادة العمل الفدائي وطوقوا المؤامرة في بدايتها. وعندما دخلت قوات الأمن بأمر وزير الداخلية وأخرجت العناصر المسلحة الغريبة من اسطحة المباني توقف إطلاق النار بعد وقوع عدد من الضحايا الأبرياء من الجانبين مما زاد في مخاوف الطرفين وبقائهما على أهبة الاستعداد.

  • الإشارة السادسة:

          وفي مساء نفس هذا اليوم 27/3، وبعد ساعات من انتهاء الاشتباكات في حارة حريك، حاولت العناصر المتآمرة في السلطة إطلاق رصاصتها الأخيرة عندما أرسلت بعض السيارات المسلحة لتطلق النار في الهواء إرهابا في المنطقة الغربية بقصد إثارة الفتنة الكلاسيكية بين المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية.

          وكان على حركة المقاومة ان تتحرك على الفور، فأبلغت وزارة الداخلية ان لا علاقة لها بأي شيء يحدث خارج المخيمات، وانه لا يوجد أي مسلح من الفدائيين لا بالمنطقة الغربية ولا بالمنطقة الشرقية.

  • الخلاصة:

          من كل ما تقدم يمكن تلخيص كل ما جرى وقد يجري بما يلي:

          أولا: ان كل ما حدث هو نتاج خطة موضوعة وليس امرا عفويا. وان المخططين والمنفذين هم من أعداء الثورة، قسم منهم في السلطة وقسم آخر من خارجها. وسنسمي الأمور بأسمائها عند انتهاء التحقيق الذي نصر على المضي فيه حتى النهاية.

          ثانيا: ان المؤامرة تستهدف ضرب العمل الفدائي عن طريق صدام بينه وبين قوى غير نظامية متواطئة مع بعض العناصر المتآمرة في السلطة. كما يستهدف استغلال كل ما يجري في أهداف محلية لا نريد ان نكون طرفا فيها.

          ثالثا: المؤامرة لم تنته بعد، ونهيب بالرأي العام ان يبق متيقظا وواعيا وان يضبط الجميع أعصابهم لتفويت الفرصة على المتآمرين فتبقى وحدة البلاد وسيادة الوطن لتستمر الثورة في مهمتها الأساسية وهي تحرير فلسطين.

          رابعا: ان حركة المقاومة الفلسطينية أقوى من أن تضربها أي قوة، وان من يتصدى لإسرائيل ومن ورائها الاستعمار والامبريالية لن يهزه عصابة من المهربين أو زمرة من المتآمرين والمرتزقة.

          خامسا: تؤكد حركة المقاومة حرصها على استقلال لبنان وسيادته بنفس الشدة التي تحرص بها على استمرارها وقيامها بواجباتها النضالية المقدسة.

          سادسا: ان حركة المقاومة الفلسطينية على الرغم من كل تجاربها المريرة اذ تؤكد ثقتها بالجيش اللبناني كمؤسسة وطنية شأنها شأن جميع المؤسسات العسكرية العربية، تعلن تحفظها حول عناصر محددة بهذه المؤسسة لم تعد مواقفها العدائية ضدنا بخافية على أحد، ولا بد من إقصائها وذلك حرصا على بقاء علاقات الثقة والتعاون قائمة بين الثورة والجيش.


<3>