إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول عملياتها ضد بعض المؤسسات الأمريكية في لبنان

المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 6، ص 196 - 198"

الجماهيري في لبنان لرفض هذه الصيغة.

          يا جماهير شعبنا،

          ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤمن ان الصراع الطائفي ما هو الا نغمة رجعية بالية، وان من مصلحة القوى العميلة ان يتم مثل هذا الأمر، وأنه لا يجوز ان نتجاهل الكادحين من كل الطوائف، ودورهم في الاندفاع لتثبيت جذور المقاومة ومدها بالعطاء الدائم من الطاقات البشرية.

          ان محاولة الإرهابيين لجعل المعركة ذات أفق طائفي هو محاولة لتنفيذ الدور المخطط من قبل الامبريالية، وأن دور المقاومة هو في عدم الانجرار لمثل هذه المعركة ورفض مثل هذه الصيغة من الاقتتال.

          اننا نؤمن ان وضع المعركة ضمن أفقها الطبيعي والممثل بتلاحم حركة المقاومة مع القوى التقدمية في لبنان، واعتمادها على الجماهير العربية الكادحة، ووضع القوى الرجعية المتحالفة مع الامبريالية المتحالفة مع الصهيونية قضية لا يمكن ان تتم تلقائيا، وانها بحاجة إلى المؤشر الموجه الذي يضع هذه التحالفات كل في مكانه الطبيعي.

          لقد كان مجيء الجنرالات الأميركيين إلى بيروت وتخطيطهم للمؤامرة ثم طبيعة محادثاتهم مع ما رافق ذلك من نشاطات واسعة قام بها وكلاء المخابرات الأميركية الذين يتخذون من السفارة الأميركية والمؤسسات الأميركية أوكارا لهم يعني بداية لنشاط حاد ومقصود للتآمر على المقاومة والقوى التقدمية.

          وكان النشاط الإرهابي الذي قامت به المؤسسات الفاشية المتعصبة، بتوجيه من هؤلاء وخدمة لمصالح الطبقة البورجوازية، يعني ان حركة المقاومة مطالبة بالرد على الرأس الموجه المخطط. وكان واضحا ان إطلاق النار على الجنود الفقراء الذين يؤلفون رصيدا ضخما للثورة لا يمكن الاستغناء عنه إنما هو نوع من الافتعال المقصود لزيادة إمكانيات الانفجار، لأن هذا التصرف لا يخدم حركة المقاومة. وكذا لا يخدمها التعرض للمجموعات المغرر بها والقادرة ضمن توجيه فكري واع وعند احتدام التناقضات الاجتماعية ان تقف في صف الثورة ومع جماهير الكادحين، كان لا بد من رد تحذيري وتأديبي للرأس المخطط ضمن هذه العوامل.

          يا جماهير شعبنا العظيم،

          لقد كانت عمليات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضد:

          1 - السفارة الأميركية.

          2 - مصفاة الزهراني - الوحدة الثالثة - مدريكو.

          3 - بنك أوف أميركا.

          4 - شركة التأمين الأميركية.

          5 - مركز جون كندي.

          هي الرد الفعلي الذي يثبت للامبريالية قدرة المقاومة العربية على مس مصالحها وضربها. و ان محاولاتها لإشعال الفتن والدسائس في الأرض العربية قضية لا يمكن ان تمضي بدون عقاب، وان الضربات التي وجهتها الجبهة سابقا لمصالحها في الخارج ليست منفصلة اطلاقا عن العمليات التي ستنفذها الجبهة ضد مصالحها على امتداد الأرض العربية.

          ان المحاولات لأن تأخذ المعركة أفقا طائفيا أو إقليميا لا يمكن القضاء عليها وإنهاؤها الا بمعرفة العدو الحقيقي وتوجيه النار على مصالحه. ان تطبيق هذه المسألة هي البداية لمواجهة هذا الخصم الذي يملك الامكانيات التقنية الهائلة والتي يستخدمها ضد الشعوب المستغلة.

          ومن ناحية أخرى فانه لا يمكن الفصل بين عمليات الجبهة في أساليب تدمير المصالح الأميركية وبين حركة نضال كل القوى التقدمية على الأرض اللبنانية لأن تعدد وسائل النضال بمختلف أشكاله، القتالي والسياسي والجماهيري، هو الحل لمعضلة حركة التحرر العربية.

          ان عملياتنا مرتبطة كليا بمسألة النضال الجماهيري، وهي فرز له، اذ انه من المستحيل ان نعزل النظرية الثورية عن الممارسة الثورية أيضا.

          يا جماهير شعبنا العظيم،

          ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليست عاجزة عن تقليم أظافر هؤلاء الذين مارسوا فعلهم الإرهابي ضد حركة المقاومة، لكننا، ونحن جزء من حركة المقاومة، ندرك أن هذه من مهمات كل الكادحين والفقراء اللبنانيين من أي طائفة كانوا، ونحن نثق كليا بقدرات حركة التحرر اللبنانية على مواجهة هذه الردة الرجعية.

          لكننا في ذات الوقت نحذر من عمليات التسليح للعناصر المشبوهة في الجنوب، وفي كل لبنان، ومحاولات استدراج حركة المقاومة إلى معارك هامشية ومحاولات الحد من تحرك الفدائيين وتصعيد عملياتهم في الأرض المحتلة.

          يا جماهيرنا العربية،

          ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ساحة لبنان تؤمن انه في مواجهة الخصم لا بد من وحدة كل امكانيات المقاومة، وانه في ظروف بمثل هذه القسوة لا بد من جمع كل الطاقات ضمن صيغة القيادة الفلسطينية الموحدة في تحالف واضح وبرنامج محدد.

          فقد وضح كليا ان المشكل الحالي للقاء ممثلا باللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان هو شكل غير كاف، وقاصر عن تأدية مهمات حركة المقاومة في المرحلة الراهنة.

          لقد وضح لنا أكثر، من خلال تعاوننا مع تلك اللجنة،

<2>