إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 435 - 436"

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن.

10 /6 / 1970

 

(الهدف، العدد 46، بيروت، 13/6/1970، ص 16)

          لقد اسقطت الجماهير الشعبية في الأردن، منذ بداية الأحداث، كل توقعات المتآمرين التي خيلت لهم ان المقاومة تعيش في حالة عزلة تمكنهم من تمرير مؤامراتهم التصفوية مما جعل السلطة تبادر إلى وضع مخططها التصفوي موضع التنفيذ وفق تحركات وتحرشات مدروسة بدأت في الزرقاء ثم في عمان.

          وقد كان واضحا للجبهة الشعبية منذ البدء ان الأحداث التي بدأتها السلطة العميلة في الزرقاء وعمان ليست مجرد حوادث فردية، ذلك الوضوح في الرؤية الذي أكده هجوم السلطة صباح الثلاثاء على مراكز الفدائيين ومعسكرات اللاجئين والذي سار وفق المخطط التالي:

          أ - اقتحام معسكرات اللاجئين للسيطرة عليها وضرب حركة المقاومة فيها.

          ب - فرض حالة منع التجول للقيام بحملة اعتقالات واغتيالات.

          جـ - جر حركة المقاومة من خلال التحرش في المناوشات التمهيدية، إلى افراغ واستنفاد ذخائرها، ومن ثم محاصرتها وتصفية عناصرها وبناها التنظيمية.

          ان الوضوح في رؤية الجبهة الشعبية منذ البداية ووعيها لحقيقة التعبئة الجماهيرية قد جعلها تسلك منذ انفجار الأحداث طريق الدفاع الهجومي عن ثورة الجماهير.

          فعندما اعتقلت سكرتير السفارة الأميركية كانت تستهدف توجيه المعركة باتجاه الرؤوس الحقيقية للمؤامرة، والتي تقف وراء كل مخططات السلطة العميلة.

          كما ان الجبهة عندما استجابت لطلب جميع المنظمات الأخرى بإطلاق سراحه، فقد كانت في استجابتها تلك تدلل عن حرص مبدئي على وحدة حركة المقاومة الصخرة التي تتحطم عليها جميع المؤامرات الرجعية الاستعمارية الصهيونية.

          فمواجهة مثل هذه المؤامرة واحباطها يستلزمان وحدة حركة المقاومة وقيادتها لحركة الجماهير الشعبية المتلاحمة معها التي لم تكتف بالدفاع عن مواقع ثورتها، بل راحت أيضا ترد على المؤامرة بالهجوم على مواقع السلطة الرجعية.

          والتزام الجبهة الشعبية بالالتحام مع حركة الجماهير هو الذي مكنها من تنفيذ الخطوات والعمليات الداخلة ضمن مخطط هجومها الدفاعي كاحتلال مراكز الشرطة في جبل التاج وجبل الحسين والجوفة والنزهة ومحطة الارسال واحراق مبنى أمانة العاصمة.

          كما ان ميليشيا الجبهة قد سيطرت على فندق الأردن بكافة نزلائه الذين وان كانت تعاملهم بكل ود واحترام - تعتبرهم الآن وخاصة الأميركيين والبريطانيين والالمان الغربيين منهم - تعتبرهم رهائن لديها، وغير مسؤولة عن حياتهم في حال استمرار السلطة في قصف معسكرات اللاجئين.

          ان معنويات الجماهير الشعبية المسلحة لعالية جدا، وباستنادنا اليها نقول من مواقع عزة، مواقع تلك الجماهير، وندعو جميع المنظمات الأخرى إلى الالتزام بمطالب الجماهير ورفض أية مساومة أو وعود غائمة سيما وان تحرك السلطة باتجاه اعطاء الوعود المطاطة لكسب الوقت، حتى تستكمل تطويق مكان، وحتى تتمكن من استنفاد المقاومة الجماهيرية، هذا التحرك واضح جدا، والجماهير تريد في معركتها الحالية ان تكون قضاء نهائيا على مسببات سلسلة التآمر التي نفذ منها حتى الآن مؤامرات 4 /11 / 68 و 10 /2 / 70 والمؤامرة الحالية، وهذا بالضبط ما يدفع الجماهير إلى الاستعداد لتقديم المزيد من الشهداء من أجل تحقيق مطالبها الواردة في بيان اللجنة المركزية الموحدة للميليشيا الشعبية والتي تتركز حول:

          1 - اعادة قوات الجيش إلى مواقعها وانهاء كافة الاجراءات المترتبة على احداث 7 /6 / 70 وما تلاها.

          2 - تصفية جميع المنظمات والمؤسسات والأجهزة المعادية للعمل الفدائي ( الاتحاد الوطنى الأردني، الشعبة الخاصة، منظمة الأرض، مجلس الثورة الفلسطينية، والمنظمة الهاشمية ).

          3 - ابعاد جميع العناصر المعادية للعمل الفدائي التي يرفضها الشعب من خلال ممارساتها، رفضا تاريخيا.

          4 - اطلاق سراح جميع المعتقلين من حركة المقاومة.

ان الجماهير الشعبية التي قدمت المزيد من الشهداء والمستعدة لتقديم المزيد، الصامدة صمودا رائعا، موحدة، تحمل السلاح من أجل تحقيق مطاليبها الثورية. وان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تعتبر الجماهير الأساس الصلب والوحيد للثورة لتؤكد من جديد رفضها لأية مساومة على مطالب الجماهير.


<1>