إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حول حوادث الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 434 - 435"

بيان لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" حول حوادث الأردن.

10 /6 / 1970

 

(فتح ، ملحق خاص، عمان،
11/6/1970)

         يا جماهير شعبنا المناضل،
         في هذه اللحظات التاريخية التي تلتقي فيها فصائل الثورة الفلسطينية لتخلق تيار الثورة العظيم، تتمادى قوى العمالة والخيانة في الأردن في مخططاتها لإجهاض الثورة الفلسطينية التي اتخذت حجمها المتكامل من خلال الوحدة الوطنية التي جسدها المؤتمر الوطني السابع. وليس بمستغرب ان تتحرك قوى الثورة المضادة في هذه الفترة بالذات، اذ ان حراب الثورة الفلسطينية المتجمعة قد بدأت تخرق الكيان الصهيوني حتى العمق، وفي الوقت نفسه أخذت الامبريالية الأميركية تدرك ان الثورة الفلسطينية هي العائق الأساسي في وجه أي مشروع استسلامي تصفوي، فما كان منها الا ان أوعزت إلى عملائها في قيادة الجيش الأردني والمخابرات الأردنية بالتحرك لحماية مصالح القوى المرتبطة جدليا ومصلحيا بالامبريالية العالمية.

         إن أي استعراض لمراحل التآمر على الثورة الفلسطينية منذ حوادث 14 /10 / 1968 و10 /2 / 1969 في الأردن، وأحداث 21 /10 / 1969 في لبنان، يطرح أمامنا مجموعة من محاولات التصفية التي تركزت في محاولات العدو الصهيوني لضرب قواعد ارتكاز الثورة وعزلها عن الجماهير. ذلك بعد ان فشل في تطويق وإبادة القواعد المتقدمة للثورة، وبعد أن ساءت كل محاولات التصفية الخارجية بالفشل، اتجهت المحاولات إلى ضرب الثورة في جذورها حتى تتهاوى أوراقها كما تتهاوى الأوراق في الخريف. وقد تكشف تواطؤ الامبريالية والصهيونية والعملاء في النقاط التالية:

         أ - محاولات تمرير الحلول الاستسلامية التصفوية.

         ب - محاولات تمزيق الثورة الفلسطينية من الداخل بتوريطها في خلافات جانبية.

         جـ - إقامة عصابات عميلة " المقاومة الشعبية، الجبهة الهاشمية، طلائع الفداء القومي" بحيث تنقض على الثورة الفلسطينية، حينما يريد لها العملاء والمتآمرون ذلك.

         د - افتعال الأزمات وجر الثورة إلى مصائد الثورة المضادة.

         يا جماهير شعبنا المناضل،

         لم تكن الأحداث الدامية في الأردن الحلقة الأخيرة في سلسلة التآمر ولن تكون الأخيرة، لأن الحتمية التاريخية تفترض وقوع الصدام بين فصائل الثورة الفلسطينية من جهة والقوى العميلة التي ترتبط بالامبريالية العالمية، وبالتالي يرتبط وجودها باستمرار الوجود الصهيوني على تراب وطننا المغتصب من جهة أخرى.

         يا جماهير شعبنا المناضل،

         لقد جاءت أحداث الأردن الدامية حصيلة لتحركات السفير الأميركي في جنوبي الأردن واتصالاته بالعشائر ومحاولات استعدائها على الثورة الفلسطينية، وفرزها، في عملية حساب للقوى، بين مناهض ومؤيد لها. وما من شك ان المؤامرة الدنيئة التي نسجت خيوطها في مبنى السفارة الأميركية في عمان، خطوة يمكن أن تتبعها خطوات في مكان آخر من الوطن العربي للإجهاز على الثورة مرة واحدة وإلى الأبد. لقد تصورت الامبريالية الأميركية والدمى المرتبطة بها في عمان ان وضع ثورتنا بين مطرقة العدو الصهيوني وسندان العملاء يمكن أن يصفيها، ويترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام أي حل يرتضيه الخونة والمتآمرون، وذلك في محاولة أخيرة لتكريس هزيمة حزيران (يونيو) 1967، بعد أن أثبتت الثورة الفلسطينية انها الرد الحقيقي على تلك الهزيمة، بعد أن مثلت - منذ 1965 - الرد الحازم والحاسم على التآمر الأساسي الذي اتخذ أبعاده في تغييب الشعب الفلسطيني وتفريغ الساحة الفلسطينية من قوة الصدام الأولى.

         يا جماهير شعبنا المناضل،

         حين طرحت " فتح " مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية كانت تريد ان تفهم الأنظمة التي كان يمكن ان ترى في الثورة الفلسطينية تهديدا مباشرا لجودها ان الثورة فلسطينية الوجه، عربية العمق، قومية الأهداف والنتائج. الا ان ذلك لا يمكن ان يعني أبدا السماح للأنظمة العميلة بتطويق الثورة وتصفيتها، وفي الوقت نفسه لا يمكن ان يعني ذلك إسقاط نظام الحكم في الأردن، لأننا نريد تحرير وطننا المغتصب، وليس تسلم زمام السلطة في أي بلد عربي.

         ان وحدة الساحة الفلسطينية الأردنية تعتبر قاعدة آمنة لحماية الثورة والانطلاق منها لتصفية الوجود الصهيوني سياسيا وعسكريا واجتماعيا.

<1>