إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



تصريح لمصدر رسمي في الجمهورية العربية السورية حول موقف بلده من حوادث الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 436"

تصريح لمصدر رسمي في الجمهورية العربية السورية حول موقف بلده من حوادث الأردن.

  دمشق، 10 / 6/ 1970

 

( الثورة، دمشق، 11 /6 / 1970 )

          أيها الأخوة المواطنون، يا جماهير شعبنا العربي،

          ان القطر العربي السوري بادراكه العميق لطبيعة المعركة المصيرية، ولما يجب ان يتوفر لنا من جهود مشتركة وقدرات عربية فاعلة، التزم بمبدأ تجنب الاهتمام بالتناقضات الثانوية أمام الخطر الكبير المهدد لوجود ولمصير الأمة العربية، ووقف موقف الراغب الصادق بدعم الصدع ولأم الجرح، ودعا بكل إخلاص لوقف حوادث الاقتتال والتصادم في القطر الأردني الشقيق بين الفدائيين والقوات الأردنية، وبذل الجهود الجبارة لتحقيق هذا الغرض الذي فيما لو تحقق لوفر على الأمة العربية وعلى الثورة الفلسطينية الكثير من الامكانات والكثير من الضحايا والشهداء والكثير من الدم البريء، دم النساء والأطفال والشيوخ الذين تدك عليهم المخيمات الآن، دون رادع من ضمير أو وازع من وطنية أو اخلاص.

          ان القطر العربي السوري، بجانب توضيح رأيه ورغبته وبذله للجهود الصادقة، كان يتابع باهتمام مراحل تطور هذه الأحداث، ويترقب نهايتها كل دقيقة، بل كل لحظة، لعل في انتهائها الاقلال من الضحايا والشهداء. ولكن الأحداث اتت بعكس كل ما يرغبه كل عربي، وما يتطلع اليه كل مخلص حريص على الثورة والثائرين. واستمر القصف لمواقع الفدائيين الأبطال ولمخيمات الفلسطينيين الأبرياء، استمر القصف بأوامر بعض العناصر الحاقدة ممن يساهمون في تحمل مسؤولية السلطة في الأردن الشقيق، واستمر سقوط الضحايا والشهداء من ساكني المخيمات ومن الفدائيين الأبطال، واستمر المضي في محاولة تصفية المقاومة الفلسطينية.

          أيها الأخوة المواطنون، ان قطرنا ليعلن موقفه الرسمي والشعبي بعد ان تمادى هؤلاء في ضربهم للعمل الفدائي والثورة الفلسطينية، ليعلن انه سيكون مع الفداء حتى النهاية، ومع المقاومة الفلسطينية مهما كلفه ذلك من تضحيات وجهود، وانه اذ يحذر العابثين بكرامة الأمة العربية المتطاولين على شرفها وقدسية حقها في المقاومة والصمود يؤكد مرة ثانية انه لن يتهاون أبدا مع أن تمتد يده لحركة المقاومة الفلسطينية لاضعافها أو لتصفيتها.

          ان القطر العربي السوري، اذ يدعو لوقف ضرب العمل الفدائي والمخيمات الفلسطينية، يهيب بالجنود الشرفاء من عناصر الجيش العربي الأردني ان يكفوا عن ضرب رفاقهم في السلاح، ويهيب بكل المخلصين من أبناء الشعب العربي في الأردن الشقيق ان يعملوا لوقف هذه الاصطدامات، كما يناشد كل أبناء الأمة العربية من حكام وغيرهم ان يسارعوا للعمل وبشكل حاسم لإنهاء الاقتتال ولاعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي حيث تتوفر للمقاومة الفلسطينية الفرص الكافية والامكانات اللازمة لضرب العدو والمساهمة الجدية في معركة التحرير.

          الخلود لشهداء المقاومة، والنصر للأمة العربية.


<1>