إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



رسالة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الدكتور نور الدين الأتاسي حول الحوادث الجارية في الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 441"

رسالة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الدكتور نور الدين الأتاسي، رئيس الدولة في الجمهورية العربية السورية، حول الحوادث الجارية في الأردن.

11 /6 / 1970

 

(الثورة، دمشق، 12 /6 / 1970)

          تهدي منظمة التحرير الفلسطينية اسمى تحياتها لسيادتكم وتنهي اليكم حقيقة الموقف المتأزم في الأردن والذي بدأ باستفزازات من جانب مجموعات خاصة تتبع للسلطة خلال يومي 6 و7 /6 / 1970.

          وقد تحولت هذه الاستفزازات إلى اشتباكات دامية في الأردن سقط نتيجتها عشرات من القتلى.

          ان اللجنة المركزية لحركة المقاومة منذ الساعات الأولى للأزمة سيطرت على كافة كوادرها وفرضت الانضباط الكامل على تصرفات عناصرها وجرى اتصال بين اللجنة المركزية ورئاسة الحكومة. رئاسة الأركان من خلال اللواء - مشهور - حيث التقت النوايا الطيبة لوقف هذا التدهور والخروج من هذه الأزمة. الا ان القوى العميلة داخل قيادة الجيش والخاضعة مباشرة لقيادة الشريف ناصر بن جميل وأعوانه مصرة على جر البلد إلى مذبحة دامية.

          وفي ظهيرة يوم الثلاثاء الموافق 9 /6 / 1970 اجتمع وفد من اللجنة المركزية لحركة المقاومة مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية ورئيس الأركان، وتم الاتفاق على بذل كافة الجهود لوقف سفك الدماء وإعادة الحياة الطبيعية والهدوء للبلد وأصدرنا قرارا يقضي:

          أولا - وقف اطلاق النار.

          ثانيا - انشاء غرفة عمليات مشتركة ودوريات مشتركة لضبط الموقف.

          وقامت قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني بتجهيز ما يتعلق بتنفيذ هذا الاتفاق الا ان الجانب الأخر لم ينفذ ما اتفق عليه، وذلك بهدف تمييع الموقف وكسبا للوقت. وكلما عاد الهدوء تحركت جيوبهم من جديد لتنفيذ المخطط المرسوم لهم.

          انهم الآن يحاولون فرض نظام منع التجول على البلد كجزء من خطتهم لتصفية حركة المقاومة، هذه الخطة التي مهدوا لها سياسيا وعبأوا لها داخليا كما في هذه البرقيات التي ارسلوها لبعض الدول العربية شارحين فيها تصورهم للموقف.

          ان رئاسة الأركان في الأردن لا تملك السيطرة على أجهزة الشريف وأعوانه مما يزيد من المصاعب والعقبات أمام أي احتمال للوصول إلى مخرج من هذه الأزمة الخطيرة.

          نضعكم الآن أمام مسؤولياتكم التاريخية تجاه كل ما يترتب على هذا من نتائج، معلنة للعالم أجمع بأنها لن تلقي السلاح مهما تعاظمت محاولات التصفية والإفناء وسنستمر على درب نضالها بخطوات اصلب واقوى ولن نستسلم أمام التحديات.

          وان الثورة الفلسطينية لتقاوم كل اشكال التآمر الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية وسحق كفاح ابناءها معلنة للعالم أجمع بانها لن تلقي السلاح حتى التحرير الكامل.

          ولن تستسلم أمام التحديات.

          واقبلوا فائق الاحترام.


<1>