إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



رسالة السيد ياسر عرفات إلى الملوك والرؤساء العرب حول الموقف في الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 485 - 486"

رسالة السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والناطق الرسمي باسم حركة التحرير الوطني "فتح"، إلى الملوك والرؤساء العرب حول الموقف في الأردن.(1)

عمان، 20/6/1970

 

(النهار، بيروت، 21 /6 / 1970)

          الأخوة الملوك والرؤساء العرب تحية الثورة وبعد، أحييكم حيث تجتمعون الآن في ليبيا القطر العربي الشقيق، أحييكم من عمان حيث يخيم الكآبة والحزن المشحون بالألم والثورة أمام الأحداث الجسام التي مرت على الأردن وأحدثت تلك الفتنة الرهيبة التي دبرتها الأيدي الأجنبية والمخابرات المركزية الأميركية ونفذتها الأيدي العميلة المتآمرة ليس على شعبنا في الأردن أو الثورة الفلسطينية فحسب، بل على أمتنا العربية وصمودها أيضا. ان ما حدث في الأيام الخمسة السوداء في عمان شيء لا يمكن ان يصدق. لقد استطعنا بعد جهد كبير ان نوقف حمام الدم الذي استهدفوا له بأبناء شعبنا. ان هذا المخطط الرهيب ليس الا جزءا من مخططات ضرب قوى المواجهة مع العدو الصهيوني الذي يحاول ان ينال من قوة جبهتنا العسكرية الشرقية وصمودها ويضعفها ان لم يمزقها. لقد حاولنا ولا زلنا نحاول وقف الفتنة الرهيبة التي تطل علينا وتستهدف وجود الثورة الفلسطينية والجبهة الشرقية والأمة العربية. ان هذا المخطط الرهيب الذي يعدونه ويسيرون فيه ليمارسوا في شعبنا البطل الصامد مذابحهم تحت شعار التخلص من بعض الأخطاء التي لا يمكن أي ضمير حي ان يقبل ان تكون معالجتها بهذا الأسلوب الدموي. ان ما يحدث الآن في  الأردن من أحداث خطيرة تضع أمتنا العربية على مفترق الطرق وتضع جميع الأخوة والملوك والرؤساء العرب أمام مسؤولياتهم التاريخية في مواجهة هذه الأحداث الخطيرة. لقد قلناها أكثر من مرة اننا لا ولن نتدخل في أي شأن من الشؤون الداخلية للدول العربية وإننا لا نطمع في أي حكم وان شعارنا الذي رددناه دائما وأبدا هو: البنادق كل البنادق باتجاه العدو. انه شعار التزمنا به ولا بد للجميع ان يلتزموا به أيضا.

          الأخوة الملوك والرؤساء،

          كان بودي في هذه اللحظات التاريخية التي تمر بها قضية شعبنا ومستقبل أمتنا ان نكون بجواركم ولكن خطورة الموقف تفرض علي ان ابقى مع اخوتي ورفاقي في اللجنة المركزية مع شعبنا الرابض نواجه مصيرنا المشترك ومستقبلنا الواحد، ننتظر اللحظة الحاسمة لمواجهة المخططات التآمرية الخطيرة. وان أشد ما يحزننا اننا سنواجه وبكل أسف رصاص اخوتنا وأشقائنا الذين يدفعون دفعا لقتالنا وتصفيتنا من قبل جهات مشبوهة لا يهمها مصلحة الشعب ولا الجيش الأردني الباسل ولا المقاومة الباسلة الشجاعة. ولكننا نقرر أمامكم اننا سنقاتل اذا فرض علينا القتال ونحن واثقون من النصر لأننا حركة التاريخ والشعب.

          أيها الأخوة الملوك والرؤساء،

          ان النار لا تزال تحت الرماد والذين فجروا الفتنة الأولى لا يزالون يمارسون وسائل التحريض والتشهير الأمر الذي يشير إلى احتمال انفجار الموقف في أية لحظة. وهذا يعني ان الثورة الفلسطينية معرضة لمؤامرة أخرى تكون أكثر بشاعة من سابقتها يتعرض من خلالها الجيش الأردني وقوى الثورة والشعب إلى صدام تكون نتيجته الحتمية كومة من الأنقاض ومزيدا من الدماء العربية تراق بغير ثمن. ومن جهتنا نحن نرفض ان نكون طرفا في قتال مع الجيش الأردني الباسل الذي نعتبر أنفسنا وإياه في خندق واحد والذي نتطلع اليه للقتال في معركة التحرير كما نرفض ان يرضى أحد بمعركة نتيجتها التحطيم ثم التحطيم للثورة العربية وللموقف العربي ليكون المنتصر الوحيد هو العدو الصهيوني والقوى الامبريالية والاستعمار.


(1) وجه السيد ياسر عرفات هذه الرسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين وفدوا إلى ليبيا للاشتراك في الاحتفال بجلاء القوات الأميركية عن قاعدة عقبة بن نافع (هويلس سابقا).وقد اشترك في هذا الاحتفال الرؤساء نور الدين الأتاسي وعبد الرحمن الارياني وشارل حلو وجمال عبد الناصر و الملك حسين.

<1>