إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان لناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول الاتجاه لتحقيق الحل السلمي
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 494- 495"

بيان لناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية الديمقراطية
لتحرير فلسطين حول الاتجاه لتحقيق الحل السلمي للقضية العربية.

بيروت، 24/6/1970

 

( الحرية، العدد 521، بيروت، 29 /6 / 1970، ص 4 )

          يؤكد توالي الأحداث كل يوم ان مسألة أزمة الشرق الأوسط تشهد الآن بحثا جادا للتصفية يشارك فيه كل الأطراف العالمية والعربية الداخلة في الأزمة. وهذا البحث المتقارب الآن في وجهات النظر يستهدف الوصول إلى الحل السلمي بالانطلاق من قرار مجلس الأمن الصادر في 22 /11 / 1967.

          وان توالي هذه الأحداث يؤكد مجددا ان الأزمة الأخيرة التي افتعلتها القوى الرجعية في الأردن هي جزء من محاولة ترتيب شاملة للأوضاع في المنطقة العربية تكون تصفية المقاومة الفلسطينية الخطوة الأولى لها تمهيدا لتوفير المناخ الملائم لتطبيق الحل السلمي.

ان الجبهة الشعبية الديمقراطية لا تستطيع ان تتجاهل الدلائل الصارخة التالية:

          1 - النمو الملحوظ في استعداد سائر أطراف أزمة الشرق الأوسط الدولية والعربية لتقديم تنازلات متبادلة.

وهذا ملموس في إعلان إسرائيل الصريح عن قبولها لقرار مجلس الأمن وعبر التفاؤل الكبير الذي أبداه مختلف الأطراف مؤخرا "تصريحات يو ثانت، تصريح المندوب الأميركي يوست، تأكيد وزير الخارجية الفرنسية شومان لتقارب وجهات النظر، ثم النتائج اللفظية لمؤتمر القادة الرسميين العرب في طرابلس، وتشكيل اللجنة الرباعية".

          2 - مغادرة جميع الرعايا الأجانب للأردن ونقل أمتعهم. كذلك مغادرة العشرات من أفراد العائلة المالكة للبلاد ونقل ثرواتهم معهم إلى سويسرا أو أوروبا، بينما تعمل الرؤوس المتآمرة على استكمال عناصر المؤامرة والخيانة وتسعى عبر فرسانها لتمتين أوضاع الرجعية العميلة.

          3 - في نفس الوقت الذي تستمر فيه القوى الرجعية في تجاهل الأهداف الثورية لحركة المقاومة والتي على " أساس العمل على تحقيقها "، أيدت اللجنة المركزية رغبتها في حل الأزمة الأخيرة وحقن الدماء ووقف تبادل إطلاق النار، ان مجرد التنحية الشكلية لبعض رؤوس التآمر الرجعي "ناصر بن جميل، زيد بن شاكر" لا يغير من الوضع شيئا، فأثر هذا الإجراء الشكلي تابعت القوى الرجعية المتطرفة حملتها التحريضية داخل صفوف الجيش وقوات الأمن العام تدعيما لهذه الرؤوس ومواقفها وتعميقا للنعرات العشائرية والإقليمية.

          4 - أما هدف "حل أجهزة التآمر وقوى القمع" ممثلة بـ :" القوات الخاصة، الشعبة الخاصة، الاتحاد الوطني الأردني، الاتحاد الهاشمي"، ومحاسبة المسؤولين عن عملية التآمر القذرة، أما هذا الهدف الذي أعلنت اللجنة المركزية لحركة المقاومة عن إصرارها على التمسك به، فان الرجعية تجرأت على لسان الملك لأن تعلن رفضها الكامل له.

          في هذا الوقت بالذات وأثناء الركض اللاهث وراء الحل السلمي، يعلن الزعماء الرسميون العرب المجتمعون في طرابلس - ليبيا - عن تشكيل لجنة رباعية "لمعالجة الأزمة بين حركة المقاومة والسلطة الرجعية الأردنية ".

          ان هذا الإجراء الصادر عن أطراف يعلن معظمها التزامه الصريح بقرار مجلس الأمن، وعن أطراف لم تحرك ساكنا أثناء مؤامرة التصفية للمقاومة التي جرت في الأردن أخيرا، لا يمكن ان يعني إلا أن الدول العربية تنزل ساحة الصراع أخيرا طرفا مؤيدا للرجعية الأردنية المتآمرة على وجود المقاومة وقضية فلسطين.

          ان الأنظمة العربية تمهد لتدخلها الكامل في شؤون المقاومة بهدف تقييدها وجرها إلى قبول التسوية السلمية الاستسلامية، بدلا من ان تتجه لدعم المقاومة بكل ما تملك من مال وسلاح وعتاد وتطلق تأييد ودعم الجماهير العربية لها وتدعم المبادرات الشعبية العربية لتسليح قواما وتهيئة أوضاعها الذاتية لحرب تحرير شعبية طويلة الأمد.

          ان الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين تعلن بقوة ووضوح إصرارها على الاستقلال الكامل لحركة المقاومة عن الأنظمة العربية وسياساتها ورفضها لتطويقها الذي تسير فيه.

          ان حركة المقاومة والجماهير الشعبية معها ترفض كل تدخل في سياسة حركة المقاومة ومسيرتها النضالية، وجماعة شعبنا الفلسطينية الأردنية سترفض بإصرار وتقاوم كل تدخل مهما كان مصدره وتحت أي ستار اختبأ، وستحمي حركة المقاومة بدمائها.

          ان جماهير شعبنا والجماهير العربية كافة مدعوة إلى اليقظة الثورية البالغة والتنبه لكل المؤامرات السوداء وإحباطها. وان فصائل المقاومة كلها مدعوة إلى اليقظة

<1>