إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مذكرة الهيئات الوطنية في الأردن إلى السلطات الحكومية بشأن الظروف الراهنة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت مج 6، ص 500 - 503 "

وبوجه خاص بعد فاجعة عام 1967.

          ب - فقدان الثقة، لدى حكوماتنا المتعاقبة قبل وبعد عام 1967 ، بقدرة وامكانية جماهيرنا وجيوشنا العربية على استرداد حقوقنا في فلسطين والمناطق المحتلة من قبل إسرائيل، وبالتالي فقدان ثقتها بالكفاح المسلح طريقا للتحرير، واستمرار التطلع والامل لدى هذه الحكومات بامكانية التوصل الى حل لا يمكن ان يحقق لأمتنا حقوقها المشروعة ولقضيتنا العدالة والكرامة وذلك بالاعتماد على محاولات الامم المتحدة والدول الكبرى.

          جـ - ونتيجة لكل ذلك فقد كانت استراتيجية الحكومات المتعاقبة قبل وبعد عام 1967 قائمة على اساس اهمال تدريب او تسليح او تنظيم او تعبئة الجماهير والمحافظة على مصادر التسليح التقليدية لجيشنا ، وخوض المحاولة بعد المحاولة لمحاصرة او اضعاف او عزل العمل الفدائي بكل الاساليب التي تساعد على تجميد حجمه وامكانياته ضمن الحدود التي تسمح بشله او ضربه وتصفيته حسبما تقتضي الحلول الاستسلامية.

العلاج:

          تلك هي أهم العوامل والاسباب الرئيسية، التي أدت الى الاحداث والانفجارات الاخيرة، وان أية عوامل او اسباب أخرى ليست في حقيقتها الا مظاهر او اعراض او نتائج، لتلك العوامل والاسباب بصورة مباشرة او غير مباشرة، وسيبقى، احتمال استمرار او تجدد، هذه الاحداث بصورة مماثلة أو اكثر خطورة، على مسار القضية ومصيرها، ما دامت هذه الاسباب والعوامل قائمة، وما لم تبادر السلطة العليا وكافة القوى والطاقات المخلصة الى معالجة هذا الوضع بصورة جذرية وحاسمة وسريعة.

          وفي تقديرنا، ان الخطوة الاولى نحو العلاج الحاسم والجذري يتجسد في قيام وحدة وطنية دستورية، تتمتع بثقة واحترام الشعب والارادة والقدرة على الالتزام ، بمصلحة الوطن والمواطن، وفقا لأحكام الدستور والقانون وحماية حقوق الوطن والمواطن بالقول والفعل وفقا لمقتضيات المرحلة والمعركة والمصلحة القومية العليا، وان يتجسد ذلك كله في برنامج واستراتيجية واضحة لمثل هذه الحكومة يمكن اجمالها في الخطوط الاساسية التالية:

          1 - احترام الدستور نصا وروحا بما يعنيه ذلك من ممارسة حقيقية لواجبات ومسؤوليات الحكم وفق احكام الدستور والحيلولة دون تجاوز اية جهة او سلطة لحقوقها وصلاحياتها وواجباتها الدستورية.

          2 - احترام الحريات العامة قولا وعملا بما يعنيه ذلك من واجب اعتبار حرية الرأي والاجتماع والتعبير والتنظيم مقدسة، لا يجوز المساس بها، أو انتقاصها والعمل لالغاء جميع التشريعات والاجراءات المقيدة لها.

          3 - العمل لتأكيد واحترام سيادة القانون ومبادئ الحق والعدل والانصاف في كافة المجالات والمعاملات، واعطاء القضاء ، اوسع السلطات والصلاحيات لالغاء أي اعتداء على هذه السيادة او انتقاص لها.

          4 - انتهاج سياسة اقتصادية تتمشى مع مقتضيات هذه المرحلة والمعركة الحاسمة والمصيرية، وتجعل من الاردن ساحة قتال ومواجهة حقيقية وجدية مع العدو.

          5 - محاربة النعرات الاقليمية والطائفية والعنصرية والعشائرية وكافة عوامل ومظاهر التفرقة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد.

          6 - بناء أجهزة الدولة عامة على أساس الكفاءة والنزاهة والاخلاص وتطهيرها من كافة عناصر ومظاهر الرشوة والفساد والمحسوبية.

          7 - بذل كل العناية والاهتمام بالقوات المسلحة، وتوفير جميع الامكانيات المادية وغير المادية في سبيل رفع كفاءتها الفنية والمعنوية وتمكينها من اداء واجبها المقدس في معركة التحرير على أكمل وجه، وبصفة خاصة العمل على تزويدها بأحدث الاسلحة وبالكميات اللازمة من أي مصدر كان بما فيها الدول الاشتراكية بما يتناسب ومتطلبات المرحلة والمعركة.

          8 - ان الكفاح المسلح، على الصعيدين الرسمي والشعبي، هو الطريق الوحيد ولا طريق سواه لتحرير فلسطين وكافة الاجزاء العربية التي يحتلها العدو الصهيوني، وان العمل الفدائي ودعمه ومساندته واتاحة كل الفرص لتدريب الشعب وتعبئته في كتائب الفداء والدفاع المدني يجسد في المرحلة الراهنة الصورة الصحيحة والصادقة لارادة الشعب في اعتماد الكفاح المسلح طريقا للتحرير، وتطوير وتصعيد هذا الكفاح على مسيرة الثورة الشاملة وحرب التحرير الشعبية حتى النصر على الاستعمار الصهيوني الامبريالي، ولذلك فإنه يجب:

          أ - دعم العمل الفدائي ومده بجميع أسباب العون والقوة التي تضمن تطويره وتوسيعه وتمكينه من ممارسة واجباته ومسؤولياته وتصعيد أعماله في سبيل التحرير بأمان وحرية وحمايته من كل التدخلات والمؤامرات .

          ب - العمل لإنجاح ودعم كل الاخوة في السلاح والهدف والمصير بين القوات المسلحة ومنظمات المقاومة بما يساعد في بناء الثقة المتبادلة على أسس ثابتة، وتحقيق المزيد من التعاون والالتحام بينهما على طريق المعركة والمسيرة الواحدة في سبيل التحرير.

          جـ - العمل لإنجاح ودعم كل المحاولات المبذولة لتحقيق المزيد من الوحدة الوطنية والالتحام فيما بين فصائل المقاومة من جهة وبينها وبين جماهير الشعب في الساحة

<2>