مذكرة لجنة المتابعة الوطنية ، إلى اللجنة الرباعية العربية حول إزالة التوتر في الأردن
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 519 - 520 "

مذكرة لجنة المتابعة الوطنية، المنبثقة من المؤتمر الوطني
الأردني، إلى اللجنة الرباعية العربية حول الاجراءات
التي تكفل إزالة التوتر في الأردن.

          الاخوة اعضاء اللجنة الرباعية العربية المحترمين:
          تحية واحتراما وبعد،
          تهدي لكم لجنة المتابعة فائق تقديرها، وتقدم لكم هذه المذكرة باسم الشعب العربي في الاردن، مساهمة من لجنة المتابعة في كشف الحقائق امامكم.

          لقد انبثقت لجنة المتابعة عن المؤتمر الوطني الاردني المنعقد بتاريخ 29 / 6 / 1970، والذي ضم ممثلين عن الهيئات والمنظمات السياسية والمهنية والعمالية والنسائية والقطاعات الشعبية الاخرى في الاردن. ولجنة المتابعة اذ تلتقي بكم وتقدم هذه المذكرة انما تفعل ذلك تنفيذا لأحد مقررات المؤتمر الوطني وعلى أساس هذه المقررات:

          أولا: الشعب الاردني - الفلسطيني شعب واحد،
          اهداف نضال الشعب الاردني - الفلسطيني واحدة،
          حركة المقاومة الفلسطينية لا تشكل اعتداء على سيادة الدولة الاردنية.

          من الحقائق التاريخية المقررة والمعروفة ان رابطة الشعب الفلسطيني والشعب الاردني هي رابطة الشعب الواحد منذ قديم الزمان. ورابطة الشعب الفلسطيني والشعب الاردني في وضع متميز عن الرابطة مع أي شعب عربي في أي قطر عربي آخر، ولقد فصل الاستعمار البريطاني شرقي الاردن - الضفة الشرقية - عن فلسطين فصلا تعسفيا لغايات كثيرة في مقدمتها تسهيل اقامة الدولة اليهودية في فلسطين. ومع وحدة الضفتين الشرقية والغربية أصبح الفلسطينيون مواطنين في الاردن يتساوون في حقوق المواطنة وواجباتها مع أبناء الضفة الشرقية بمقتضى احكام الدستور.

          وبحكم رابطة الشعب الواحد، فلقد كانت قضية فلسطين هي القضية الداخلية الاولى للشعب الاردني في الضفة الشرقية قبل وحدة الضفتين، وبقيت القضية الفلسطينية هي القضية الداخلية الاولى للشعب الذي اصبح يتكون من الفلسطينيين والاردنيين بعد وحدة الضفتين.

          ولقد كانت كل نضالات الشعب الاردني قبل حرب الخامس من حزيران ( يونيو )، واجمالا كانت كل أشكال التناقض فيما بين الجماهير الاردنية من جهة وبين الحكم في الاردن من جهة ثانية، مرتبطة اساسا ومباشرة بقضية تحرير فلسطين وتصفية كيان الدولة الصهيونية،

          ومن أجل هذا الهدف. وما يستلزم تحقيقه من التصدي للنفوذ الامبريالي البريطاني اولا ثم الاميركي والبريطاني والالماني الغربى العميق الجذور في الاردن، قدمت الجماهير الاردنية قبل وحدة الضفتين وبعدها عبر العشرين سنة السابقة لحرب حزيران ( يونيو ) كل أنواع التضحيات البشرية والمادية في سبيل تحرير الاردن من النفوذ الامبريالي، حتى يتحول دور الدولة في الاردن من دور المخفر لحماية المصالح الامبريالية في الشرق العربي الى دور القلعة والمنطلق لتحرير فلسطين. ومن أجل هذا الهدف اضطهدت السلطة الالاف من خيرة أبناء الشعب الاردني من المدنيين والعسكريين عبر السنوات السابقة، وعطلت أحكام الدستور وحكمت البلاد بالقوانين الاستثنائية كل الوقت، وبالاحكام العرفية قسما كبيرا من الوقت، وفى هذه الاثناء اقترفت السلطة عددا من المذابح ضد الشعب بحيث لم تكن مذابح 4/ 11/ 68 و 10/ 2/ 70 و 6 - 16/ 6 / 1970، أول المذابح.

          وان التناقض فيما بين السلطة في الاردن وحركة المقاومة لا يرجع في تاريخه الى ما بعد حرب حزيران ( يونيو ) فقط وانما كان هذا التناقض قائما قبل حرب حزيران ( يونيو ) وذلك لان خط سير الحكم المرتبط بالمخطط الامبريالي وخاصة الاميركي، محليا وعربيا وعالميا، هو الذي كان يفرض هذا التناقض فرضا. وقبل حرب الخامس من حزيران ( يونيو ) كان الحكم يقاوم كل نشاط وطني ، بما في ذلك نشاط منظمة التحرير الفلسطينية، وفيما بعد منعها من العمل في الاردن. وجاءت حرب حزيران ( يونيو ) وسجون الاردن مملوءة بالمناضلين من ابناء هذا البلد، وتبعا لذلك وقعت حرب حزيران (يونيو) والشعب في الضفتين ممنوع من حمل السلاح ومحرم عليه شرف الدفاع عن تراب الوطن. وفي نفس الوقت كانت السلطة قد حالت دون الجيش العربي الاردني الشجاع والقيام بدوره في حرب حزيران (يونيو)، فكانت قيادته العامة ليست في مستوى الاحداث وغير موثوقة، وكان تسليحه سيئا، وكان تدريبه متدنيا.

          وعندما نمت حركة المقاومة الفلسطينية بعد حرب حزيران ( يونيو ) فقد نمت في صفوف جماهير الشعب في الاردن،

<1>