( تابع ) مذكرة لجنة المتابعة الوطنية ، إلى اللجنة الرباعية العربية حول إزالة التوتر في الأردن
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 519 - 520 "

ولقد أصبح العمل الفدائي في الأساس برغم هويته الفلسطينية، حركة الشعب الفلسطيني الأردني. فالعمل الفدائي الفلسطيني والحالة هذه ليس طارئا في الاردن ، وليس دخيلا عليه، وإنما يمثل نضال الجماهير من المواطنين في الأردن من أبناء الشعب الواحد الأردني- الفلسطيني من قاعدته الى قمته.

          ان التناقض القائم والحالة هذه فيما بين العمل الفدائي الفلسطيني من جهة، والسلطة من جهة ثانية، هو امتداد للتناقض القديم المستمر في هذا الجزء من الوطن العربي بين الشعب والسلطة.

          ان حركة المقاومة الفلسطينية، والحالة هذه، لا تشكل اعتداء على سيادة الدولة الاردنية، وان كان ثمة اعتداء فان حركة المقاومة الفلسطينية هي حرب على النفوذ الامبريالي في الاردن. ان المسألة معكوسة تماما، ذلك ان حركة المقاومة الفلسطينية فيما تناضل من أجله، انما تناضل ايضا من اجل استرداد سيادة الاردن، سيادة الشعب فيه بعد طرد النفوذ الامبريالي.

          وانه من دواعي ارتياح المواطنين في الاردن ان حركة المقاومة الفلسطينية تسير سيرا جديا نحو تحقيق وحدة فصائلها. لقد التقت فصائل حركة المقاومة في المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي انعقد مؤخرا في القاهرة، وان جميع فصائل حركة المقاومة ممثلة الان في اللجنة المركزية التي اسسها المجلس الوطني الفلسطيني، وان اللجنة المركزية تقوم الان بدور السلطة العليا في العمل الفدائي. ان شؤون الثورة الفلسطينية هي من القضايا الداخلية الخاصة بفصائل حركة المقاومة وبجماهير الشعب في الاردن، وبالطبع، فانه لا تملك اية جهة اخرى التدخل في الشؤون الداخلية لحركة المقاومة.

          وتود لجنة المتابعة ان تبين انه اصبح يتعين على الحكم في الاردن ان يدرك اهداف الشعب الحقيقية ويطبقها وبهذا وحده تتأمن المصلحة الواحدة للشعب والجيش والفدائيين. هذه الحقائق واهداف الشعب تقوم على انتهاج سياسة التحرير الشامل لفلسطين قولا ونضالا وقتالا واعداد الشعب والجيش لذلك.

          وفي هذه الاثناء يتعين على الحكم في الاردن أن يقوم بسلسلة من الاجراءات - المستعجلة لانهاء جو التوتر القائم ولاعادة الثقة الى النفوس.

          اولا - سحب القوات العسكرية من ضواحي عمان وسائر المدن الاخرى واعادتها الى مواقعها الاصلية في جبهة القتال مع العدو الصهيوني.

          ثانيا - تصفية الاجهزة المشبوهة التي اعدت لتصفية العمل الفدائي ومعاقبة المسؤولين عن الجرائم التي أدت الى سفك دماء المواطنين من ابناء الشعب والجيش والفدائيين.

          ثالثا - واننا، لنرى ان في تنفيذ مضمون المذكرة التي تقدمت بها الهيئات الوطنية الى الملك بتاريخ 25 / 6 / 1970 والتي قدمت اليكم نسخة عنها، ما يحقق الاستقرار ويضع الامور في نصابها الصحيح.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

<2>