إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول موقف الحكومات العربية من القضية ومشروع روجرز
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 579 - 580"

بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينيةحول موقف الحكومات العربية من القضية الفلسطينية، وحول مشروع روجرز لتسوية أزمة الشرق الأوسط.

25/7/1970

 

(فتح، 26/7/1970)

          يا جماهير شعبنا المناضل،

          كان الهدف الاستعماري - الصهيوني من قيام دولة إسرائيل هو إقامة قاعدة بشرية استعمارية ثابتة ودائمة في قلب الوطن العربي تمنع منعا ماديا وحدة الأمة العربية وتقدمها وتطورها وتضمن وتحمي المصالح الاستعمارية في الوطن العربي.

          وفي مقابل هذا كان وما يزال هدف الجماهير الفلسطينية خصوصا، والعربية عموما، منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين هو رد الغزوة الصهيونية الاستعمارية، ومنع قيام الدولة اليهودية وتحرير فلسطين، باعتبارها اقليما عربيا وجزءا لا يتجزأ من الوطن العربي، ولهذا الغرض وقعت انتفاضات وثورات الشعب العربى الفلسطيني عبر عهد الانتداب، وقدمت الجماهير الفلسطينية أغلى التضحيات المادية وعشرات الآلاف من الشهداء، إلى ان دفع الاستعمار البريطاني الحكومات العربية إلى اجهاض أكبر الثورات الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل، وإلى التقاء التآمر الاستعماري والصهيوني مع الحكومات العربية في سنة 1948 في مهزلة الحرب الفلسطينية الأولى حيث دخلت الجيوش العربية لا لكي تمنع قيام الدولة الصهيونية في فلسطين، وإنما لتحمي قيامها بمنع الشعب الفلسطيني وكل الجماهير العربية من حمل السلاح للدفاع عن تراب الوطن.

          ومنذ قيام دولة إسرائيل والأمة العربية تبذل بسخاء على حساب غذائها وكسائها لبناء الجيوش العربية، بهدف تحرير فلسطين، غير ان انظمة الحكم العربية كانت، وهي تتظاهر برفع شعارات التحرير، تحول أيضا دون الشعب الفلسطيني وكل الجماهير العربية في المشاركة الحقيقية في المعركة ضد الصهيونية المرتبطة ارتباطا عضويا بالإمبريالية العالمية وعلى رأسها أميركا وبريطانيا والمانيا الغربية، إلى ان وقعت هزيمة الجيوش العربية في الخامس من حزيران (يونيو) سنة 1967، وليصبح واضحا وجليا ان مجابهة الغزو الصهيوني والإمبريالي للوطن العربي المبتدئ في اغتصاب فلسطين تتطلب المشاركة الجماهيرية الواسعة في التصدي للعدوان القديم والجديد ودحره، ومن هنا كان منطلق العمل الفدائي الفلسطيني والتفاف الجماهير الفلسطينية والعربية حوله عن طريق تطويره إلى حرب تحرير شعبية تشارك فيها كل الجماهير العربية.

          غير ان معظم الأوضاع العربية الرسمية لم تستجب استجابة حقيقية وجادة لمطلب الجماهير العربية، فالتقت الحكومات العربية بعد الهزيمة في الخرطوم حيث خرجت بمجموعة من المقررات تنطوي في مفهومها الأساسي على التنازل نهائيا عن هدف تحرير فلسطين، تحت شعار ما يسمى باسلوب العمل السياسي، لإزالة اثار العدوان الصهيوني في سنة 1967، متجاهلة ازالة أثار العدوان الصهيوني في سنة 1948، محاولة الاختفاء خلف ستار تضليلي باسم ما وضعته من المقررات، لا مفاوضات مع إسرائيل ولا إعتراف بها ولا صلح معها ولا مساس بالقضية الفلسطينية، ليتم بعد ذلك الموافقة على قرار مجلس الأمن الصادر في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1967 الذي يصفي القضية الفلسطينية، وينطوي على الاعتراف بإسرائيل، وللانتقال إلى المزيد من التنازلات بالموافقة على ما يسمى المبادرة الأميركية، التي تضمنها خطاب روجرز وزير الخارجية الأميركية إلى وزراء خارجية الجمهورية العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل.

          ان مشروع روجرز يتضمن ويفترض ما يلي:

          أولا: تعيين ممثل لكل دولة للتفاوض تحت اشراف الدكتور يارينغ لتنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1967.

          ثانيا: الإعتراف بإسرائيل.

          ثالثا: الانسحاب الإسرائيلي من أراض احتلت خلال حرب حزيران (يونيو).

          رابعا: إعادة وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

          هذا على أساس ان توقع الأردن، والجمهورية العربية المتحدة، وإسرائيل، على الوثيقة التي يقدمها يارينغ إلى يوثانت متضمنة تفاصيل القواعد السابقة قبل البدء في المفاوضات.

<1>