إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول موقف الحكومات العربية من القضية ومشروع روجرز
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 579 - 580"

          ان المفاوضات مع إسرائيل لتنفيذ قرار مجلس الأمن والاعتراف بها يعني فضلا عن التراجع عن الالتزام العربي بعدم التفاوض مع إسرائيل، التنازل نهائيا عن حق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين، ويعني الانسحاب من أراض احتلت خلال حرب حزيران (يونيو) الانسحاب الإسرائيلي الكامل، أي عدم الانسحاب بشكل خاص من القدس والجولان واجزاء عربية أخرى. واما إعادة وقف إطلاق النار فانه يعني حظر نشاط العمل الفدائي وتبعا لذلك الاصطدام مع حركة المقاومة الفلسطينية. ويؤيد هذا الاستنتاج الموقف الإسرائيلي الأميركي والمشاريع التي سبق وقدمتها أميركا في السابق التي تحدد المفهوم الأميركي للسلام الدائم والعادل في المنطقة.

          ومن الواضح ان المشروع الأميركي هو في حقيقته حالة مؤامرة خبيثة جدا تهدف إلى تمزيق وحدة الصف العربي وإلى تفتيت الجبهة الداخلية العربية كما تهدف إلى ضرب وتصفية حركة المقاومة الفلسطينية خصوصا وحركة التحرر العربية عموما، فالمشروع الأميركي اذ يحقق لإسرائيل مكاسب ضخمة، ليس فقط قبل أن يحقق أي مكسب للعرب، وإنما تأتى المكاسب الإسرائيلية مقترنة مع الخسارة الفادحة للأمة العربية.

          ان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية الناطقة باسم الشعب العربي الفلسطيني والمعبرة عن أهداف نضاله، تعلن عن رفض الشعب الفلسطيني لقرار مجلس الأمن وكل صيغ وأشكال تنفيذه ومنها مشروع روجرز، وتؤكد انه لا يجوز لأي جهة عربية أو أجنبية ان تلغي وجود الشعب الفلسطيني، وتتنازل عن وطنه للصهيونية وللاستعمار، وتكون عاملا في تصفيته وطنا وشعبا تصفية شاملة ونهائية.

          ان الشعب الفلسطيني الذي حمل السلاح لتحرير وطنه والعودة اليه وممارسة حق تقرير مصيره فيه، لن يلقي السلاح، وسوف يواصل الكفاح المسلح حتى التحرير الشامل، ولن يلتزم بوقف إطلاق النار، وان الجماهير العربية الملتفة حول حركة المقاومة الفلسطينية مدعوة لان تزيد من دعمها وتأييدها لحركة المقاومة الفلسطينية والمشاركة فيها لاحباط كافة المؤامرات الامبريالية والصهيونية وقوى الثورة المضادة ضد الوطن العربي والأمة العربية وفي مقدمتها كافة مشاريع تصفية العمل الفدائي والقضية الفلسطينية.

          ان الحركة الوطنية العربية موضوعة الآن أمام مسؤولياتها التاريخية لتثبت انها قادرة على قيادة الجماهير وقيادة مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي من خلال تحملها مسؤولياتها في هذه المرحلة الخطرة التي تواجه شعبنا.

          ان الجماهير العربية التي قاتلت الاستعمار وحققت الكثير من الانتصارات العظيمة، مطالبة اليوم بتثبيت هذا الاستقلال ورفض الخضوع للارادة الإمبريالية والصهيونية والتحرك السريع والفعال من أجل منع التآمر الإمبريالي والصهيوني الخطير ضد القضية الفلسطينية، لقد آن للجماهير العربية ان تأخذ دورها الفعال في مواجهة معركة المصير وفرض ارادتها في الصمود والتحرير.

          وان المؤامرة الحالية انما هي مؤامرة على مصير هذه الجماهير وحقها في الحياة والحرية. فلتتحد صفوف، الجماهير العربية والفلسطينية لإحباط مؤامرة التصفية، ولتعلن الجماهير ارادتها الحاسمة بكل وسيلة وبمنتهى القوة.

          وان الثورة الفلسطينية تعاهد الجماهير العربية على ان تستمر في            النضال حتى النصر والتحرير.

          عاشت الثورة الفلسطينية.

          عاشت حرب التحرير الشعبية.

          ولتسقط كل الحلول التصفوية والاستسلامية.


<2>