إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مشروع روجرز
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 599 - 601"

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مشروع روجرز.

بغداد، 27/7/1970

 

(وكالة الانباء العراقية، العدد 157،
مكتب بيروت، بيروت، 28/7/1970)

         تتعرض القضية الفلسطينية اليوم إلى حملة محمومة وواسعة النطاق من المؤامرات والمناورات على الصعيدين المحلي والدولي، والتي يبدو أنها قد حيكت بدقة لوضعها على طريق التصفية النهائية بعد مرور ثلاثة وعشرين عاما على قيام دولة الاغتصاب الصهيوني العنصري في فلسطين، وبعد مرور ثلاث سنوات على العدوان الأخير الذي دبرته الصهيونية بتحريض ومساندة الامبريالية العالمية وفي مقدمتها الامبريالية الاميركية، وان اوساطا كثيرة عربية ودولية تحاول إخفاء الحقيقة الاستسلامية والتصفوية لهذه المشاريع. والأخطر من كل هذا ان أوساطا عربية حاكمة قد قبلت بها رسميا قبل ان تعود في ذلك إلى الجماهير العربية، وإلى قوى الثورة المناضلة في فلسطين، وإلى القوى الثورية العربية صاحبة الرأي الأول والأخير في القضية.

         يا جماهير شعبنا العربي، بعد هزيمة الخامس من حزيران (يونيو) برزت في المنطقة العربية ثلاثة أشكال من المنطق:

         أولا: الشكل الأول يقر بالوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة كأمر واقع ولا مفر منه باعتباره مسألة مرتبطة بالأوضاع الدولية التي لا قدرة للعرب على تغييرها أو التأثير فيها على حد قول أصحابه. ويركز الاهتمام فقط على الأوضاع الناشئة عن عدوان الخامس من حزيران (يونيو) فقط.

         ثانيا: والشكل الثاني يعالج المسألة الفلسطينية برمتها وقضية الكفاح ضد الامبريالية والصهيونية عن طريق المزايدات اللفظية التي لا تقترن بعمل ثوري جدي مخلص ولا تستند على أرضية من الحقائق الموضوعية.

         ثالثا - اما الجماهير العربية بروحها الثورية النقية، وبقدرتها اللامتناهية على الصمود والتضحية، وبثقتها التامة بنفسها، فلقد كان لها منطق آخر يختلف تماما هو منطق الثورة الدائمة التي لا هوادة فيها ضد الامبريالية والصهيونية مهما كلف الأمر من ثمن وحتى تحرر فلسطين وكل الاجزاء العربية الأخرى من كل اشكال النفوذ الاستعماري في ظل وحدة عربية اشتراكية ديمقراطية.

         وقد رفضت الجماهير العربية منطق الاستسلام للهزيمة، ومنطق الاقرار بالوجود الصهيوني في الأرض العربية، لانها ليست هي التي هزمت في 5 حزيران (يونيو)، ولايمانها بانها قادرة على تحويل الهزيمة إلى منطلق للنصر معتمدة على قواها الذاتية وطاقاتها الثورية الخلاقة، وعلى تاريخ أمتها الممتد عبر مئات من السنين، وعلى مساندة كل قوى التحرر والثورة في العالم التي يزداد فهمها للقضية الفلسطينية كما تزداد مساندتها لثورة الجماهير العربية كل يوم.

         كما رفضت الجماهير أيضا منطق المزايدات اللفظية الخالية من أي مضمون جاد لانها بعد أكثر من عشرين عاما من النكبة الأولى، وبعد مرارة النكبة الثانية، لن تنخدع بالالفاظ على حساب الحقائق. لقد تجسد منطق الجماهير العربية على أرض الواقع من خلال المقاومة الفلسطينية البطلة، ومن خلال القوى الثورية الحقيقية في الوطن العربي وفي طليعتها حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي وسلطته الثورية في القطر العراقي التي رفضت رفضا قاطعا كل الحلول التصفوية الاستسلامية، وأرسلت إلى الجبهة الشرقية بالجزء الأعظم من قواتها المسلحة، وساندت المقاومة العربية الفلسطينية بكل الوسائل، وحمت ظهرها في كل المؤامرات السابقة. وقد اشتركت كل هذه القوى الثورية في التصميم بالقول والعمل على الاستمرار والنضال ضد الامبريالية والصهيونية حتى يتم تحرير أرض فلسطين كلها من الاغتصاب الصهيوني العنصري المدعوم من قبل الامبريالية العالمية.

         ان الجماهير العربية التي عبرت طيلة عشرين عاما بعد النكبة الأولى عن رفضها لمنطق الوصاية عليها واستنكارها لأساليبها وعدم ثقتها بالتسويات الدولية، والتي لمست يوم الخامس من حزيران (يونيو) النتائج المرة لتلك الأساليب لا يمكن بعد ان مضى على النكبة الثانية ثلاث سنوات، وبعد ان اكتشفت طريق الكفاح

<1>