إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



تصريح لناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قبول بعض الحكومات العربية بمشروع روجرز
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 604 - 605"

تصريح لناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قبول بعض الحكومات العربية بمشروع روجرز.

(الحرية، العدد 525، بيروت، 27/7/1970، ص 2)

          أعلنت بعض الجهات الحاكمة العربية، ومن بينها المصادر الرسمية في الجمهورية العربية المتحدة، قبولها للمقترحات الأميركية الأخيرة، واستعدادها للشروع في تنفيذ هذه المقترحات من أجل تنفيذ ما يسمى بـ " الحل السلمي " للصراع القائم في المنطقة على اثر حرب حزيران (يونيو). ان المقترحات الأميركيه الأخيرة هي تعبير عن رغبة الإمبريالية في انجاز تصفية سريعة للازمة القائمة حتى تتمكن من قطع الطريق على حالة النمو الثوري التي تشهدها المنطقة والتي ساهمت حركة المقاومة الفلسطينية بدور طليعي في خلقها. كما انها تأتي في المرحلة التي تجتاز بها مؤامرات القوى الرجعية على المقاومة وعلى مجموع الحركة الوطنية في بلادنا حتى تتمكن من توفير المناخ الذي يساعد على تحقيق أهداف الامبربالية في سحق القوى الوطنية والتقدمية، وتركيع الأنظمة المترددة و المتخاذلة، وتثبيت دولة إسرائيل كرأس جسر للإمبريالية في المنطقة.

          لذا فان مسارعة عدد من الجهات الرسمية العربية إلى إعلان موافقتها على هذه المقترحات، لا يخدم بالنتيجة الا اهداف الإمبريالية هذه ومخططاتها، ويشكل عونا للقوى الرجعية في مؤامراتها على حركة المقاومة من أجل ضربها وتصفيتها. وان كانت هذه الجهات قد تمكنت من الصمود نسبيا أمام ضغوط الإمبريالية والصهيونية طوال السنوات الثلاث الماضية، ورددت باستمرار شعارات الاستعداد من أجل مواصلة العمل لتحرير الأراضي المحتلة شبرا شبرا.

          ان قبول المقترحات الأميركية الأخيرة لا يعني سوى الركوع الكامل أمام ضغوط الإمبريالية واستجداء الحلول من دوائر وزارة الخارجية الأميركية.

          ان هذه الخطوة التي تهدف إلى انهاء حالة القتال على خطوط وقف إطلاق النار من أجل التهيئة لتنفيذ التصفية السلمية، لا تعني سوى التمهيد من أجل سحق مقاومة شعوبنا العربية وحركة المقاومة الفلسطينية، وطعنة توجه إلى ظهر جماهيرنا المناضلة في المنطقة المحتلة وكل المقاتلين والجنود الرابضين على خط القتال، وخذلان كل التضحيات والدماء التي قدمتها شعوبنا وجنودنا الأشاوس. ومهما تزايد الحديث حول حقوق شعب فلسطين وحقوق الشعوب العربية في أراضيها المحتلة، فان هذه المقترحات التي تم الإعلان عن قبولها تدوس على حقوق شعب فلسطين، واعتراف واستعداد من يقبل بها للاعتراف بدولة " إسرائيل"، وتقديم كافة الضمانات من أجل بقائها.

          واذا كان الذين يقبلون هذه المقترحات قد حاولوا التملص من مسألة المفاوضات المباشرة، فان النتيجة النهائية سوف تقودهم في النهاية إلى طاولة المفاوضات المباشرة من أجل التوقيع الذليل على شروط الإمبريالية ومطالبها، ولكن من المهم ان يدركوا بأن حقوق شعب فلسطين وكل شعوبنا العربية لن تكون محل مساومة مع الإمبريالين والصهاينة، بل سوف يتم انتزاعها بحرب الشعب المسلح الذي سيحرق كل المؤامرات وكل المستسلمين والمتخاذلين.

          ان هذه المؤامرة الجديدة تمثل مقدمة للبدء في عملية تطويق وتصفية المقاومة الفلسطينية، لان تحقيق الهدوء على خطوط النار يحتاج إلى اخماد نيران المقاومة والى انهاء المقاومة على الأمد البعيد.

          حين يمكن تحقيق الاستقرار للمصالح الامبريالية ولدولة إسرائيل، واذا كانت الامبريالية تعمل على ان يكون عام 1970 عام التصفية السياسية، فان الدور المطلوب من حلفائها الرجعيين في المنطقة هو ان يعملوا على ان يكون عام 1970 هو عام تصفية المقاومة الفلسطينية أيضا. ولهذا فليس من الغريب ان تسارع الحكومة الأردنية لعقد اجتماعات متواصلة طوال اليومين الماضيين من أجل بحث هذه المقترحات وتقديم موافقتها عليها. واذا كانت هذه الحكومة تريد ان تكون حكومة التصفية  

<1>