إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بحث في أساليب الاعتقال والتحقيق والتعذيب التي تتبعها السلطات الإسرائيلية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 618 - 623"

بحث في أساليب الاعتقال والتحقيق والتعذيب التي تتبعها السلطات الإسرائيلية.

(الوطن، المحتل، العدد الثاني والثلاثون، 1/8/1970)

فترة الاعتقال

          باشرت سلطات العدو عمليات اعتقال المواطنين الفلسطينيين في المناطق المحتلة بعد حرب حزيران (يونيو) مباشرة، واستمرت العملية حتى وقتنا الحاضر، منتحلة الأسباب والمبررات المختلفة. أما بالنسبة لفترة الاعتقال فتمتد من أسابيع إلى سنوات بحسب المراحل التي تتخذها عملية التحقيق ومحاولة نزع الاعترافات من الموقوفين وكذلك بحسب التهم التي تسند إلى المعتقلين، كما تتوقف فترة الاعتقال على مدى الإهمال والتأخير الذي تتعمده سلطات العدو في البت في قضايا الموقوفين والمعتقلين. وتعمد سلطات العدو إلى الإبقاء على المعتقلين في السجون أطول مدة ممكنة، اذ أنهم يعتقدون انه كلما طالت فترة بقاء المتهم تحت التعذيب في السجن كلما ساهم في الإسراع بالاعتراف والإدلاء بالمعلومات التي تريدها السلطات المحتلة لأغراضها. وعادة، لا يتم الإفراج الا بإبعاد المعتقل أو إرغامه على مغادرة الأرض المحتلة بشتى الأساليب.

دوافع الاعتقال

          الدافع الأساسي لسلطات العدو في اعتقال شباب وفتيات المقاومة والثورة الفلسطينية في المنطقة المحتلة هو حصر هذه العناصر ومراقبتها وإضعاف قوتها والحد من نشاطها. ونلاحظ ان حجم الاعتقالات أخذ بالتزايد إلى ان غصت السجون في الوقت الحاضر بالآلاف وتزداد حركة الاعتقال الجماعي بعد كل حادث يقوم به أبطال المقاومة والثوار في ضرب أهداف إسرائيلية سواء في المناطق المحتلة بعد حزيران (يونيو) أو في قلب فلسطين المحتلة.

          ومن الدوافع الأخرى لحركة الاعتقالات الواسعة بتر وسائل الاتصال المباشر وغير المباشر بين المناضلين، وقطع العلاقات التنظيمية بين المنظمات الفدائية وبين الثوار في المناطق المحتلة.

          أما بالنسبة للاتهامات التي توجهها سلطات الاحتلال إلى المعتقلين للقبض عليهم فهي متنوعة. فقد يعتقل العديد من الشباب لمجرد الاشتباه بهم، وقد يكون سبب الاعتقال توجيه التهمة بحمل المتفجرات والتنظيم السري وتدريب آخرين على المقاومة وتوزيع النشرات والتحريض علي الإضراب والمظاهرات والاتصال مع المنظمات الفدائية، إلى غير ذلك، أو القيام بما يسمونه بالتسلل إلى المنطقة المحتلة وحمل السلاح واستعماله ضد الإسرائيليين أو تفجير المتفجرات.

مكان الاعتقال

          عندما يتوفر لدى سلطات الاحتلال ما تعتبره براهين وأدلة أولية على اتهام أحد الأفراد، تلجأ إلى اتباع أسلوب المفاجأة في مواجهة الفرد المطلوب في مكان عمله، في الشارع، في الأماكن العامة، أو في البيت دون أي اعتبار إلى القواعد الإنسانية وحرمة البيت أو المكتب.

          وتتم عملية الاعتقال بواسطة استخدام عدد من السيارات محملة بالجنود مدججين بكامل أسلحتهم، ورجال المخابرات والشرطة بحيث يفرضون جوا من الإرهاب لكي تستطيع هذه القوة إجراء عملية الاعتقال دون إعطاء الفرصة للفرد لإبداء وجهة نظره أو الدفاع عن نفسه أو الفرار، وكثيرا ما تكون علنية لإرهاب المواطنين وإلقاء الرعب في قلوبهم. ولا يلتفت الجنود ورجال الشرطة إلى توسلات ذوي المعتقل أو حتى لإعداد الملابس والحاجات اللازمة له في الطريق المجهول. ولالقاء القبض على الفرد المطلوب يقوم الجنود ورجال الشرطة بضرب طوق على البيت وتدخل قوة منهم مصوبة الرشاشات نحو الفرد، ويأمرونه بالتوجه إلى العربة تحت الحراسة الشديدة، ثم يؤمر بالتمدد في أرضية العربة ملقى على وجهه بعد ان يعصبوا عينيه ويضعوا على جسمه كيسا من الخيش، ويقوم الجنود المرافقون بوضع أرجلهم على جسم المعتقل الذي يبقى في هذا الوضع حتى وصوله إلى أول مخفر للشرطة في المنطقة ويركلونه بين الفينة والأخرى.

<1>