إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) تصريح لمصدر مسؤول في بغداد حول رسالة الرئيس جمال عبد الناصر إلى الرئيس العراقي أحمد حسن البكر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 635 - 638"

والذي لم يعرف في تاريخه هزائم يشير اليها الاعداء، فكيف به وهو يعتبر من الأشقاء.

          لقد اضطررنا الى هذه التوضيحات لتعلم الأمة العربية مدى العذاب الذي كنا نعانيه طيلة سنتين في محاولاتنا لجر الأخوة المصريين نحو مواجهة جدية وثابتة وفق تقديرات سليمة للموقف.

          وان أخطر ما في الأمر ان السيد الرئيس عبد الناصر عندما اشار إلى تساؤله عن الجيش العراقي والطيران العراقي، لم يعرف اين هو الجيش العراقي ومناطق تحشده وماهية الواجبات الخطيرة المنوطة به والتي هو على استعداد لتنفيذها لو طلب اليه القائد المصري القيام بها.

          ونذكر الرئيس عبد الناصر إلى انه نفسه سبق ان كال المديح تلو المديح لهذا الجيش عندما كان ضعيفا على الجبهة الشرقية لا يتجاوز حجمه لواءين في عهد عبد الرحمن عارف، فلماذا يشك به بعد أن أصبح أكبر قوة في الساحة الشرقية. وأخيرا اضطررنا أن نطلب أوامر واضحة للجيش العراقي لتولي مهامه التي وجد من أجلها، وهي التعرض للجيش الإسرائيلي، في مؤتمر طرابلس فرفض الرئيس عبد الناصر الفكرة وأعلن انه لا يتفق والرأي القائل بذلك أمام جميع وفود الدول التي حضرت مؤتمر طرابلس.

          ونذكر السيد الرئيس عبد الناصر بالبحث والنقاش الجدي الذي دار بينه وبين الرئيس القذافي والرئيس أحمد حسن البكر حول هذا الموضوع وماذا كان موقفه آنذاك؟

          اننا نرجو ان لا يترك هذا الإيضاح اثرا في نفس السيد الرئيس عبد الناصر فهو ايضاح بقصد التصحيح، ولعل فيه ما يدفعه إلى تصحيح الأخطاء التي وقعت فيها القيادة المصرية في عام 1967، فقد كانت علة العلل آنذاك هي الجهل المطبق بالعلوم العسكرية علاوة على الادعاءات الفارغة.

          وأخيرا نود ان نهمس في اذن المناضل المصري مرة ومرة أخرى في اذن السيد الرئيس المصري. نقول للمناضل المصري العامل والفلاح والجندي والطالب والكاتب بأن شقيقه في العراق وفلسطين وسوريا والأردن وليبيا والجزائر والسودان وفي كل مكان في انحاء الوطن العربي، كان وما زال يتشوق الى لقاء العدو لقاء حاسما ولكن القيادة المصرية كانت دائما وابدا تضع العراقيل وتفتعل الأزمات وتفتح المهاترات لتمييع القضية وكسب الوقت لانها كانت بالأساس ترفض مبدأ التحرير وتنوي قبول الحل الاستسلامي.

          ونقول للسيد الرئيس المصري مخلصين، الا يرى ان ظلما كبيرا يجافي العروبة والحمية والنخوة ان يضع السيد الرئيس عبد الناصر نفسه بجانب إسرائيل والاستعمار الغربي وعملائهم من اصحاب الاذاعات والصحف المأجورة ويتطوع في شن حملة ظالمة ضد العراق والثورة الفلسطينية ودول عربية اخرى لانهم يرفضون الاستسلام و الذل؟

          واذا ارتضى لنفس تلك القيود الذهبية فما هي مصلحة الأمة العربية في قبول قيود الذل؟

وثمة سؤال اخر ما زال على كل الشفاه.

          ما ادرانا يا سيادة الرئيس ان يكون موقفكم التكتيكي كما تدعون سيجر الى كارثة جديدة كما هو شأن مواقفكم التكتيكية السابقة؟

          واذا كنتم قد اردتم يا سيادة الرئيس بقبولكم مقترحات روجرز ايقاع الإرباك في صفوف العدو، كما ورد في رسالتكم، فهل لنا ان نقارن هنا بين ما احدثه قراركم المنفرد في صفوف شعب وحكومات الدول العربية بما احدثه من ارباك في صفوف قوات العدو؟

          وأخيرا فانه لأمر يسرنا حقا ان يكون شعبنا العربي البطل في مصر طليعة قوى التحرير لان ذلك مفخرة لنا وللأمة العربية واننا لم نشك يوما بقدرة شعبنا المصري باعتباره جزءا من شعبنا العربي وفي طاقاته الموجه للنصر ولكن ألست معنا يا سيادة الرئيس من ان الشعب غالبا ما يجد نفسه غير قادر على ان يفعل شيئا في مثل الظروف التي يعيشها اليوم اذا ما اصطدمت ارادته بارادة ذوي الحل والعقد من القائمين على أمره؟

          اننا نشير إلى هذه الأمور لعل في ذكرها عبرة لمعتبر وبصيص من أمل لمن سمع فوعى وأدرك فارعوى (والسلام على من اتبع الهدى).


<3>