إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



رسالة الملك حسين إلى الرئيس أحمد حسن البكر، رئيس الجمهورية العراقية، حول قبول مقترحات روجرز
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت، مج 6، ص 1122 - 1123 "

رسالة الملك حسين إلى الرئيس أحمد حسن البكر، رئيس
الجمهورية العراقية، حول قبول الأردن مقترحات روجرز.

عمان

 

( النهار، بيروت، 5 / 8 / 1970 )

          سيادة الأخ الرئيس أحمد حسن البكر، رئيس الجمهورية العراقية،
          السلام على سيادة الاخ الرئيس ورحمة الله وبركاته وبعد،
          فلقد تلقيت مع مبعوث سيادتكم الوزير مرتضى الحديثي كتابكم المؤرخ 22 جمادى الاول 1390 هـ و 28 تموز ( يوليو ) 1970م متضمنا وجهة نظركم في الاوضاع الحاضرة التي يمر بها وطننا العربي وفي ما هو مطروح علينا من مقترحات بشأن أزمة العدوان الإسرائيلي.

          ولقد قدرت لسيادتكم تبيان آرائكم ازاء قبولنا والجمهورية العربية المتحدة الشقيقة للمبادرة الاميركية التي عرضت علينا في 20 حزيران ( يونيو ) 1970 وما ذهبتم إليه من أن قبولنا هذا لا ينسجم مع ما اتفقنا عليه في مؤتمر طرابلس في 21 و 22 / 6 / 1970 وحرصكم على أن نظل متمسكين بما جرى الاتفاق عليه.

          وتتيح لي هذه المناسبة ان أسجل للذكرى والتاريخ بعض الحقائق التي لا أشك في ان سيادتكم تعرفونها عنا كأشقاء اطلعتم على مواقفنا في ساحة النضال على جبهة الصمود.

          أولا - اننا كنا على الدوام في طليعة الساعين الى التجمع العربي على كل صعيد سواء ما كان منه في شكل مؤتمر للقمة أو مجلس للدفاع العربي المشترك أو مجلس للجامعة العربية أو مؤتمر لدول المواجهة، أو ما كان منه في شكل اتصالات ثنائية كنت من ناحيتي على الدوام، ومنذ وقوع العدوان الاسرائيلي علينا، أقوم بها الى العواصم العربية الشقيقة.

          واذن فلم نكن في يوم من الايام متقاعسين عن الدعوة للقاء العربي الجماعي للتشاور أو للعمل المشترك أو مخلفين عن تلبية أية دعوة عملية توجه إلينا لهذا الغرض، فمضينا نحن وشقيقتنا الكبرى الجمهورية العربية المتحدة قاعدة النضال العربي نعمل في بقية الميادين السياسية والعسكرية وفي المعترك الدولي مستندين الى القرار العربي الاجماعي الذي اتخذه مؤتمر القمة في الخرطوم في أعقاب العدوان الاسرائيلي وعاملين في نطاق قرار مجلس الامن الذي صدر في 22 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1967 باطلاع الدول العربية الاعضاء في الامم المتحدة.

          ثانيا - ومنذ أن قبلنا نحن والجمهورية العربية المتحدة قرار مجلس الامن المشار إليه، ظللنا نطالب بتنفيذ ذلك القرار، وواصلنا المطالبة به حتى بعد انعقاد كل اجتماع عربي وحتى بعد كل اجتماع لدول المواجهة.

          وكنا نعرض للشقيقات درجة التقدم أو عدم التقدم في البحث في تنفيذ ذلك القرار، ولم يحدث أن اعترضت حكومة عربية شقيقة على مناداتنا بتنفيذ قرار مجلس الامن طول المدة التي مضت منذ العدوان حتى جاءت اليوم المقترحات الاميركية الاخيرة فسمعنا منكم اننا انفردنا وسمعنا منكم اننا خرجنا على ما تقرر في طرابلس.

          ثالثا - اننا قد وفينا لمقررات دول المواجهة في طرابلس، وسنظل أوفياء لها، لا نعتقد أن تلك المقررات على أهميتها تبطل العمل السياسي لتحرير الارض العربية المحتلة او تعطله أو تقيد من حركته. ودليل ذلك ينبع من واقعنا نحن في الأردن حيث تقف خلف قواتنا المسلحة قوات عربية شقيقة، ومنها القوات العراقية، على الأرض الاردنية المكافحة بينما يستمر الاردن في نشاطه السياسي بغية تنفيذ القرار المشار إليه ويستمر في بناء قواته العسكرية التي لا تنفك تخوض المعارك الدامية منذ حزيران ( يونيو ) 1967 ودون انقطاع حاملة شرف الجهاد وشرف الاستشهاد. وتقوم قوى المقاومة الفلسطينية بممارسة حقها المشروع في مقارعة الاحتلال.

          رابعا - ولهذا رأينا بكل اقتناع ان المبادرة الاميركية الاخيرة التي عرضت علينا للموافقة لم تخرج عن كونها صيغة من الصيغ الداعية الى تنفيذ قرار مجلس الامن وأنها هذه المرة اكتسبت تقبل الاتحاد السوفييتي.

          وفي يقيننا أن تصاعد القدرة العربية على الصمود وعلى التعرض وتزايد التفهم العالمي للموقف العربي وتفهم الموقف الدولي، كل ذلك كان عوامل ايجابية في صالح وجهة النظر العربية التي كانت تدعو على الدوام إلى وجوب تنفيذ قرار مجلس الامن.

          خامسا - تعلمون سيادتكم أن الاردن بكل امكاناته وفي جميع الالتزامات التي رتبتها عليه الجبهة الشرقية واشتراكه في مؤتمرات دول المواجهة والتنظيمات العسكرية المنبثقة منها. ذلك اننا نؤمن بأن الحشد العربي المشترك هو طريقنا الوحيد الى التحرير والعزة القومية.

          وسواء أكانت المعركة اقليمية أم قومية، فاننا وشقيقتنا الجمهورية العربية المتحدة ميداناها الرئيسيان، هذا بالاضافة الى انه لم يعد لدينا ما نحرص عليه بعدما

<1>