إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) رسالة الملك حسين إلى الرئيس أحمد حسن البكر، رئيس الجمهورية العراقية، حول قبول مقترحات روجرز
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت، مج 6، ص 1122 - 1123 "

استبيح شطر عزيز من وطننا واستحلت معه مقدساتنا وحرماتنا وكرامتنا العربية.

          انني يا سيادة الاخ، وقد رأيت أن نظرتكم الى المقترحات الاميركية الاخيرة تختلف عن نظرتنا، فحيث ترون أنتم وجوب رفضها بينما رأينا نحن فائدة من قبولها، تبين لي أمام ذلك ان التشاور الذي تفضلتم بانه كان ينبغي أن يحدث، ما كان ليغير شيئا من الآراء التي اعربتم عنها في رسالتكم الينا. وهذا ما يجعل موضوع التشاور أمرا شكليا أكثر مما هو أي شيء آخر. وسواء أكان الصواب في الرأي هنا أم هناك، فإن شيئا واحدا، يجوز أن يخرج الى العلن، لا يجوز أن نختلف في الموقف ونحن نخوض غمرات المعركة مع العدو، وهي معركة متعددة الميادين متنوعة الاساليب طويلة المدى، ولا يجوز أبدا أن يتصاعد اختلاف الرأي بين بعض عواصمنا الى درجة تضعف الوسائل التي نتبعها من أجل تحقيق اهدافنا.

          وهنا أشارككم القول كلمة بأن الاستعمار قد يستهدف بعثرة الجهد العربي المشترك وإيقاع الفرقة والخلاف بين الدول العربية الشقيقة وتشكيك الجماهير العربية في قياداتها ، وهذا بنفسه يدعو الجميع الى مضاعفة الاحتراس من الانسياق الى ما نحذر منه وتركيز الجهد لانجاح العمل المشترك لمواجهة العدو الاسرائيلي في أي شكل كان وأي مجال وأي زمان.

          ومن هنا، وأمام هذه الاعتبارات، استميحكم العذر إن أنا تساءلت عن الاسباب الموجبة لرفضكم حضور مؤتمر وزراء الخارجية والدفاع لدول المواجهة في طرابلس ، وعما اذا كان هذا الرفض من جانبكم سيستمر وهو ما نأمل الا يكون صونا لوحدة الموقف العربي وحفاظا على سلامة الحشد العسكري العربي العام في هذا الظرف العصيب.

          وانني اذ اشكركم على ما أظهرتم من حرص واهتمام نحو قضية مصيرنا المشترك لاسجل بالفخر والثناء والتقدير وقفة الشعب العراقي الشقيق والجيش العراقي الباسل الذي سالت دماؤه العربية الزكية في حزيران ( يونيو ) 1967 في مواقف الرجولة والبطولة والشرف وامتزجت مع دماء اخوته من قواتنا الاردنية المسلحة على تراب هذا الوطن الطهور وتركت لنا وللاجيال من بعدنا صفحة بيضاء مشرفة ستظل حية في ضمائرنا حرصنا دائما على استمرار صفائها ونقائها وقدسيتها.

          أخذ الله بيدنا جميعا وهدانا سواء السبيل والسلام عليكم ورحمة الله.


<2>