إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول محاولة تصفية القضية الفلسطينية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 644 - 645"

بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول ما يجرى من تحركات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.(1)

عمان، 9/8/1970                              (فتح، 10/8/1970)

          يا أبناء الثورة الفلسطينية، أيها الجنود والضباط الشرفاء، أيتها الجماهير الفلسطينية والعربية،

          لقد دخلت القضية الفلسطينية، بعد الموافقة على المقترحات الأميركية، مرحلة التصفية العملية.

فالإجراءات اليومية جارية من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن التصفوي الصادر في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967. فقد تم وقف إطلاق النار على الجبهة المصرية، وجددت السلطة الأردنية التزامها بوقف إطلاق النار، وتتخذ الترتيبات الآن لبدء المفاوضات تحت إشراف الدكتور يارينغ بين كل من الجمهورية العربية المتحدة والأردن وإسرائيل للوصول إلى (سلام دائم) في منطقة الشرق الأوسط.

          وبذات الوقت قامت السلطة الأردنية بسلسلة خطوات في صفوف القوات المسلحة لإحكام قبضتها على الجيش والأمن العام، من بينها إعادة الضباط المسؤولين عن تطويق وضرب عمان بمدفعية الدبابات في أزمة 7 حزيران (يونيو) 1970، وإبعاد العديد من الضباط خارج حدود البلاد. كما قامت بسحب العديد من القوات من منطقة الأغوار ودفعها حول عمان، لوضع المقاومة الفلسطينية بين نيران قوات الغزو الصهيوني - الامبريالي وضغط السلطة الأردنية. ان اللجنة المركزية ترى في هذه الخطوات اتجاها واضحا لحملة (تطويق وإبادة رابعة وتدبير مجزرة دموية رهيبة) من أجل تصفية المقاومة الفلسطينية وتنفيذ شرط تأمين حدود آمنة لإسرائيل بعد أن صرح وزير خارجية الحكومة الأردنية في 8/8/1970 ان حكومته ستعترف بدولة إسرائيل التزاما بقرار مجلس الأمن والمقترحات الأميركية بالاعتراف (بالوجود الإقليمي والاستقلال السياسي لدولة إسرائيل).

          كما ان اللجنة المركزية لاحظت بعد الموافقة على المقترحات الامبريالية الأميركية ان عناصر فلسطينية رجعية ومشبوهة أخذت تتحرك في الساحة الفلسطينية - الأردنية لتضليل شعبنا وإغرائه للقبول بالتصفية السياسية، وبعض هذه العناصر المرتبطة بالصهيونية الامبريالية الأميركية تلوح له بدولة فلسطينية ممسوخة على جزء من أرض فلسطين ستكون بالتأكيد تحت هيمنة العسكرية الإسرائيلية والامبريالية.

          يا أبناء الثورة، يا جنود وضباط الجيش الأردني الوطنيين،

          يا جماهير فلسطين والأمة العربية،

          ان جميع الخطوات الجارية ستؤدي بالتأكيد إلى ضرب قوى الثورة الفلسطينية والعربية بعضها ببعض لتمزيقها وإرهاقها وتفتيت القوى المعادية للامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، كل هذا كجزء لا يتجزأ من خطة المقترحات الأميركية لامرار مؤامرة التصفية السياسية لقضية بلدنا (بالاعتراف بإسرائيل) وتصفية وقمع الثورة الفلسطينية لتأمين " الحدود الآمنة لدولة الغزو الاستعماري الصهيوني لبلادنا".

          ان اللجنة المركزية بجميع فصائلها ترى بهذه الخطوات انها خطوات ملموسة لتنفيذ قرار مجلس الأمن التصفوي.

          ان اللجنة المركزية تؤكد بوضوح لجماهير شعبنا والأمة العربية رفض جميع فصائل المقاومة الفلسطينية للمقترحات الأميركية وقرار مجلس الأمن وجميع الإجراءات التنفيذية الجارية في المنطقة العربية بدءا من وقف إطلاق النار، مرورا باتخاذ الإجراءات المفاوضة، وانتهاء بالتصفية السياسية لقضية وطننا، وان اللجنة المركزية باعتبارها السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، تأكيدا للميثاق الوطني الفلسطيني الذي يقرر ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثلة لقوى الثورة الفلسطينية والمسؤولة عن حركة الشعب، تؤكد ان الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق المطلق في تقرير مصيره عبر الكفاح المسلح، وترفض منظمة التحرير الفلسطينية كل أشكال الوصاية والتبعية والتدخل، وتقرر موقفها من كل الدول والقوى على أساس موقفها من القضية الفلسطينية ودعمها للثورة الفلسطينية.

          ان جميع فصائل الثورة مصممة على متابعة الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني الامبريالي، ومصممة على منع وإحباط تصفية القضية الفلسطينية عبر قرار مجلس الأمن والمقترحات الأميركية، ومصممة على متابعة حرب


(1) صدر هذا البيان على أثر اجتماع عقدته اللجنة المركزية واستعرضت فيه آخر تطورات الموقف بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، وأثره في حركة المقاومة.

<1>