إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان رسمي للجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول الحوادث الدموية بين الفدائيين والجنود الأردنيين
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 700 - 701"

بيان رسمي للجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول
الحوادث الدموية التي حصلت مؤخرا ما بين الفدائيين
والجنود الأردنيين .

عمان، 29/8/1970                                (فتح، 30/8/1970)

          عقدت اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا بعد ظهر يوم السبت الواقع في 29/8/1970، ناقشت فيه أسباب ومسببات الحوادث التي جرت في الأيام الأخيرة، والتي أدت مع الأسف الشديد إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين من جنود الجيش الأردني وجيش التحرير الفلسطيني والفدائيين والمدنيين، كما أدت إلى تعكير أمن وطمأنينة المواطنين. واستعرضت اللجنة المركزية البيان الصادر من مصدر مختص في وزارة الداخلية صباح يوم 29/8/70، ونتيجة لبحث ومناقشة ما جرى في الأيام الأخيرة بكل موضوعية وتجرد فان اللجنة المركزية تؤكد من جديد ان الأوساط المشبوهة والمعادية للشعب وللعمل الفدائي هي المسبب الرئيسي لكل ما حدث، وهي التي دفعت عملاءها إلى مباشرة ما جرى في الأيام الأخيرة من حوادث تنفيذا لمخطط العملاء المحليين المرتبطين بالأوساط الامبريالية في افتعال الحوادث والمشاكل للدفع نحو مذبحة يقتتل فيها الأخوة من أبناء الشعب الواحد من الجنود والفدائيين، ظنا من الأوساط العميلة والامبريالية ان هذه المذبحة سوف تقود إلى تصفية العمل الفدائي. وبذات الوقت فان بعض الأخطاء الفردية قد صدرت عن بعض العناصر الفدائية وهي في حقيقتها تمثل ردود فعل على حالة الاستفزاز التام الذي تمارسه القوى المشبوهة.

          وفيما يتعلق بحادث البريد تبين بأن عناصر من جبهة النضال الشعبي علقت بعض الملصقات على الجدار الخارجي لمبنى البريد الآلي دون ان يقع أي تصادم فيما بين هذه العناصر وجنود الحراسة، وبعد فترة تلقى مكتب الجبهة الشعبية الديمقراطية مخابرة هاتفية مزيفة على لسان الكفاح المسلح مفادها ان جنود الحراسة في البريد الآلي احتجزوا عددا من عناصر الجبهة الشعبية الديمقراطية، وعلى أثر ذلك تحركت مجموعة من هذه المنظمة لاطلاق عناصرها التي اعتقدت بأنهم محتجزون، في حين ان هذا الخبر لم يكن صحيحا من أساسه، وتبين فيما بعد بأن الكفاح المسلح لم يتصل في هذا الخصوص بالجبهة الشعبية الديمقراطية، وان كل ما ترتب على ذلك من حوادث هو الآن موضع تحقيق مشترك، لأن الجهات المشبوهة ذاتها تحاول الايقاع بين فصائل المقاومة واستدراجها للاحتكاكات مع الجنود لزرع العداء بين الفدائيين والجنود وتهيئة المناخ للمخطط الدموي الرهيب الذي تمارسه السلطات المشبوهة.

          ولا بد من الإشارة هنا إلى انه في يوم 29/8/70 وقعت الحوادث التالية:

          1 - حصل اطلاق نار على سيارة لحركة "فتح" في ماركا من مدرعتين للجيش الأردني أدت إلى اصابة عنصرين في السيارة باصابات بالغة توفي واحد منهما فيما بعد في المستشفى الجراحي.

          2 - أطلق جندي من الجيش الأردني النار على فدائي أمام أمانة العاصمة أصيب الجندي بجروح والفدائي بجروح أدت إلى مقتلهما الاثنين وأصيب رجل مدني بجراح.

          3 - أطلق جنود من حرس القصور النار على فدائي قرب جسر رغدان بعد أن أنزلوه من سيارة تاكسي أجرة أدت إلى قتله واختطف حرس القصور اثنين آخرين كانا مع الفدائي وجرح سائق السيارة.

          4 - أطلق جنود حرس القصور النار على سيارة لجيش التحرير الفلسطيني كان بداخلها ملازم أول من الجيش وسائق السيارة ولم يصب أي منهم بأذى.

          ومن ناحية اللجنة المركزية وتنفيذا لأوامرها فان جميع عناصر الفدائيين الذين ارتكبوا مخالفات، قد سبق القاء القبض عليهم ويجري التحقيق معهم حاليا تمهيدا لتحويلهم إلى محكمة الثورة لمحاكمتهم، وسوف تنشر اللجنة المركزية قرار المحكمة على الجمهور وسوف تنفذ حكم المحكمة.

          وأما من ناحية الحكومة فانها لم تأخذ أي اجراء بحق أي جندي ارتكب متعمدا مخالفة أو ضد أي جهة من الجهات المشبوهة التي ترتب افتعال الحوادث الدامية والسياسة المعادية لمصلحة الشعب، والداعية إلى الاقليمية وتمزيق الوحدة الشعبية. وعلى سبيل المثال ما زال الجنود والضباط الذين ذبحوا جرحى الفدائيين في سيارة الإسعاف في حوادث حزيران (يونيو) الماضي في مراكزهم بدون أي سؤال، وما زال دعاة الإقليمية يسرحون ويمرحون، هذا بالاضافة إلى المزيد من حوادث الاعتداء على الفدائيين وقتلهم أو جرحهم أو اطلاق النار عليهم من سابق تعمد وتصميم.

          ان اللجنة المركزية مصممة تصميما راسخا على صيانة أمن الثورة والعمل الفدائي، مصممة أيضا كل التصميم على صيانة أمن المواطن، ولن تتراخى في انزال أشد

<1>