بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الشعب الأردني حول تعرض عمان لنيران القوات الأردنية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 716"

بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى
الشعب الأردني وإلى الأمة العربية حول تعرض عمان
لنيران القوات الأردنية.

عمان، 2/9/1970                                      (فتح، 2/9/1970)

          للمرة الثانية خلال ثمان وأربعين ساعة تروع السلطة في الأردن مدينة عمان وسكانها ومخيماتها وأطفالها ونسائها وشيوخها، فقد انطلقت في الساعة السادسة من مساء أمس 1/9/1970 بمدافعها ورشاشاتها تدك المدينة ومساكنها ومخيماتها، متعللة كعادتها باختلاق الأسباب والمعاذير. وعمان الشجاعة الصابرة الصامدة التي تتعرض الآن لأبشع عدوان من قبل السلطة الأردنية، التي أوقفت القتال مع العدو الصهيوني وسحبت معظم جيشنا العربي لتحاصر به مدينتنا الباسلة وتدكها بمدافعها وأسلحتها المختلفة، هذه الأسلحة والمدافع والعتاد التي دفعت ثمنها جماهير أمتنا العربية لتتوجه إلى صدور العدو الصهيوني والامبريالية العالمية والاستعمار، فاذا بها تتوجه إلى صدور أبناء أمتنا الصامدين هنا، إلى صدور النساء والأطفال والشيوخ دون رحمة، في محاولة لإرهاب وترويع شعبنا، ودفعه للاستسلام والركوع والعودة به إلى حياة المذلة والعبودية التي كانوا قد فرضوها عليه.

          ان اللجنة المركزية لتتوجه إلى جماهير أمتنا العربية في هذا الوقت العصيب لتقف مع أبنائها الثوار في هذه المرحلة الخطيرة التي تجتازها أمتنا العربية، والتي تحاك فيها المؤامرات البشعة ضد الثورة الفلسطينية في محاولة فاشلة لخنقها وتصفيتها طبقا لخطة مرسومة تشترك فيها السلطة الأردنية مع المخابرات المركزية الامبريالية لتمرير حلول التصفية التي يريدونها لشعبنا وأمتنا، وكثمن لمشروعات الاستسلام التي وضعها روجرز.

يا جماهير أمتنا العربية،

          في هذه اللحظات التاريخية التي تقفها الثورة الفلسطينية بكل شجاعة وبسالة، تتلقى الضربات على أكثر من جبهة في العرقوب والأغوار، وغزة والضفة الغربية وعمان والزرقاء، في هذا الوقت بالذات تشتد عوامل التآمر والمؤامرة التي تحاول ان تنال من كرامة ووجود الأمة العربية التي تقف اليوم أمام مسؤوليات جسام، فلنقف الوقفة التي تفرضها وحدة الدم والآلام والمصير المشترك.

          ان الثورة الفلسطينية وهي تتوجه اليكم باسم الشهداء، باسم الدماء التي تراق الآن في عمان الباسلة الصامدة الصابرة، لكي تتحملوا مسؤوليتكم وواجباتكم ضد الجريمة والمجرمين، وستستمر ثورتكم صامدة صابرة مناضلة قوية متماسكة تقاتل العدو ومن يدفعه من العملاء حتى يتحقق النصر.

<1>