إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته القطرية في سورية، حول توفير كل الإمكانات لمساندة حركة المقاومة الفلسطينية في الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 713"

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
وقيادته القطرية في الجمهورية العربية السورية، حول
توفير كل الإمكانات لمساندة حركة المقاومة الفلسطينية في الأردن.

دمشق، 2/9/1970                                  ( الثورة، دمشق، 3/9/1970)

         ان التطورات التي انتهت اليها سلسلة الاستفزازات التي دبرت ضد حركة المقاومة في الأردن في الأسابيع الأخيرة لم تكن مفاجئة، فقد جاءت هذه التطورات منسجمة مع ما هو معروف من مخططات القوى التي ظلت تتآمر على العمل الفدائي منذ ولادته حتى اليوم، ومنسجمة مع الأجواء التي استجدت في ظل تزايد الضغوط الاستعمارية من أجل فرض التسوية الاستسلامية على أمتنا العربية، وفي ظل هذه الأجواء بلغ التآمر على العمل الفدائي احدى مراحله الخطيرة. وأيا كانت المبررات التي يتستر وراءها المتآمرون، فان هذه المبررات عاجزة عن ستر نواياهم الحقيقية واعداداتهم العملية من أجل تهيئة الجو لضرب حركة المقاومة وتصفيتها تمهيدا لوضع المشاريع التصفوية موضع التنفيذ باعتبار ان حركة المقاومة المسلحة تمثل عقبة من العقبات الرئيسية التي تحول دون تنفيذها. وتؤكد الأحداث التي شهدتها عمان خلال الأيام القليلة الماضية ان القوى المتآمرة في الأردن ماضية في تنفيذ مؤامرة ضرب العمل الفدائي، وان هذه القوى تريد ان تحكم قبضتها ضد حركة المقاومة وضد الحركة الوطنية في الأردن وضد الجماهير الشعبية، وهي تستخدم من أجل تحقيق هذا الغرض أشرس وأخبث الأساليب والوسائل بدءاً من الدس والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد إلى محاولة ايجاد تناقضات مفتعلة متعمدة توجيه رصاصها ونيران دباباتها ضد المدنيين بقصد ارهابهم، ومستخدمة كل ما لديها من امكانيات للتشكيك بحركة المقاومة وعزلها عن الجماهير. وتعتقد هذه القوى انها بوسائلها الاجرامية هذه تستطيع التمهيد لتوجيه الضربة الحاسمة التي تعدها لحركة المقاومة حين يكون الجهد المبذول من أجل اتمام الحل التصفوي قد بلغ غايته المرسومة.

         ان حزب البعث العربي الاشتراكي مدركا لأبعاد ومرامي المؤامرة التي تستهدف حركة المقاومة وجماهيرها وكل القوى الشعبية الرافضة للضغوط الاستعمارية لا يمكن ان يقف مكتوف الأيدي ازاء هذه التحركات التآمرية والعمليات التصفوية. والحزب الذي وقف مع حركة المقاومة منذ ولادتها، والذي طرح استراتيجية حرب التحرير الشعبية والكفاح المسلح طريقا لمجابهة الاستعمار والصهيونية والمتحالفين معهما، واعتبر حركة المقاومة طليعة هذا الكفاح، ليؤكد اليوم كما أكد في كل وقت مضى وقوفه الحازم والصريح إلى جانب حركة المقاومة في كفاحها ضد العدو الغاصب وضد المتآمرين عليها، ومشاركته لها في هذا الكفاح، وسيظل الدرع القوي الذي يحمي ويرفد حركة المقاومة ويسهم في دفع مسيرتها إلى الأمام بكل أشكال ووسائل الدعم والمساندة.

         ان حركة المقاومة الفلسطينية التي تتعرض الآن لحملة ابادة وتصفية من قبل القوى المتآمرة ليست وحيدة في مواجهة الأخطار التي تتهددها. ذلك ان القضية التي تناضل من أجلها ومن أجل انتصارها هي قضية كل الجماهير العربية وقواها التقدمية، ولا يمكن لهذه القوى كلها الا ان تقف بحزم وصراحة إلى جانب حركة المقاومة تحميها وتدافع عنها وتمدها بكل أسباب النمو والاستمرار.

         وان حزب البعث العربي الاشتراكي وثورته في القطر العربي السوري اذ يتوجهان إلى كافة القوى التقدمية والجماهيرية في الوطن العربي لكي تحمل مسؤولياتها في حماية حركة المقاومة ومساندتها في كفاحها يحذران كافة القوى المتآمرة بانها ستضطر إلى دفع ثمن جرائمها ومؤامراتها ضد شعبنا وقواه المقاتلة، ولن يستطيع المتآمرون ان ينجحوا في اتمام مؤامرتهم.

         وان الحزب والثورة في القطر العربي السوري يعلنان ان امكانياتهما بكاملها تحت تصرف حركة المقاومة والجماهير في الأردن لحمايتها من التآمر، ولخدمة قضية الثورة والتحرير.


<1>