إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول مجريات الأزمة في الأردن وإمكان إنهائها
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 719 - 721"

مواقعه الامامية في مواجهة العدو، كانت نتيجة أوامر من غير الحكومة المسؤولة؟ كما نتساءل عن الجهة التي منعت جيشنا العربي الباسل من ان يوجه كل جهوده إلى أرضنا السليبة وشعبنا الذي يترقب يوم التحرير.

          يا جماهير شعبنا العربي،

          بالأمس عندما اتصلت بنا الحكومة إلى لقاء، طلبنا منها بكل وضوح اننا على غير استعداد ان نتباحث مع حكومة لا تمارس صلاحياتها الدستورية، وطلبنا إيقاف الفتن وان تمارس الحكومة صلاحيات كاملة في السيطرة على الجيش والأمن العام، وتعيد الجيش إلى مواقعه الأمامية في مواجهة العدو، مع ممارسة كامل حقها الدستوري في تطهير الأجهزة والجيش والأمن العام من العناصر المعادية للثورة والشعب، ومحاسبة المسؤولين عن زرع الفرقة والانقسام بين الشعب الواحد، وعن أعمال القتل وهدم المنازل على رؤوس المواطنين، وطرد الحاقدين الذين عبأوا هذا الجيش ضد رفاق في السلاح من فدائيين ومقاومين مناضلين. قلنا اذا تم ذلك، فنحن أحرص ما يكون على إنهاء الاجراءات الاستثنائية التي اضطرت الثورة لأخذها دفاعا عن النفس والشعب، ونحن على استعداد كامل للتعاون مع الحكومة اذا سلكت هذا السبيل، ولكننا لسنا على استعداد ان نتباحث لامتصاص نقمة الشعب والجيش والفدائيين لنخرج ببيان فارغ من أي محتوى كما كانت تستدرجنا السلطة في السابق، لتعود السلطة بعد مدة وجيزة وتستأنف المذابح وتظل دماء الشهداء تلاحقنا، بل أكثر من هذا فنحن لسنا على استعداد ان نكون مطية لممارسة هوايات وتجارب العناصر الحاقدة على هذا الشعب لاذلاله واركاعه.

          ان مظاهر الأزمة يمكن ان تنتهي ونحن مستعدون لانهاء كل توتر من قبلنا، وأكثر من ذلك فنحن مع القول القائل بسقوط البنادق المصوبة إلى صدور أهلنا وأبنائنا ومع كل حامل سلاح ضد العدو الصهيوني المحتل، ومع عودة كل المقاتلين إلى خنادقهم، ومستعدون ان نتباحث في كل هذه الأمور، ولكن بنفي مصدر الأزمة وأساسها.

فاذا كنا شركاء في هذا البلد وشركاء في مصيره، وبحكم مسؤوليتنا فيه كمقاتلين مناضلين يحق لنا ان نقرر مصيره ومن حق شهدائنا علينا بل ومن حق كل الشهداء الذين سقطوا من أجل تراب هذا الوطن، الا نفرض عليهم التسويات والا نمرر من وراء ظهورهم الحلول الاستسلامية المشبوهة.

          يا جماهير شعبنا العظيم،

          ان الثورة مستعدة لبذل كل جهد يحفظ دماء أبناء الشعب ويمنع أي قطرة دم بريئة من ان تسيل في غير موضعها، وترى عارا عليها ألا تسلك أي سبيل يؤدي إلى انهاء هذه الحالة المؤسفة الدامية.

          ولكنها ليست مستعدة ان تظل أسيرة هذا الاستنزاف السياسي والشعبي الذي يخطط له من قبل السلطة، وليست مستعدة لأية تنازلات تقضي على مكاسب الجماهير والثورة تحت أية شعارات يقصد منها مجرد كسب الوقت وعدم وضع حلول جذرية تنهي الأزمة، تبدأ بتطهير الجيش والأمن العام من العناصر المسؤولة عن المذابح التي وقعت حتى الآن، وتطمئن الجماهير على أطفالها وأبنائها وفدائييها وجيشها الباسل.

          ان اللجنة المركزية تنتظر الاجراءات الملموسة بتطهير الجيش والأمن العام وسحب القوات المسلحة إلى خنادقها على خطوط النار مع العدو، وعلى ضوء هذه الخطوات سيكون لقاؤنا مع السلطة للبحث في توفير كل العوامل التي تمكن الجيش والثورة من متابعة الكفاح المسلح حتى التحرير الشامل.


<2>