إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) لجنة كنج - كراين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 259 - 262"

تصريح اللورد بلفور الذي كثر اقتباسه والاستشهاد به وتصديق ممثلي الحلفاء الآخرين عليه. إنما إذا عمل بهذا التصريح الذي يقضي بإنشاء "وطن قومي لليهود في فلسطين مع الفهم الصريح بأنه لا يجب أن يعمل شيء يمس بالحقوق المدنية والدينية التي للجماعات غير اليهودية في فلسطين"

         إذا عمل بهذا النص لا يبقى شك في أنه يجب إدخال تعديل كبير على البرنامج الصهيوني.

         إن إنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" لا يعني جعل فلسطين بلادا يهودية كما أنه لا يمكن إقامة حكومة يهودية بدون اهتضام الحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهودية في فلسطين والحقيقة التي وقفت اللجنة عليها في أحاديثها مع ممثلي اليهود هي أن الصهيونيين يتوقعون أن يجلوا السكان غير اليهود من فلسطين بشراء الأراضي منهم.

         إن الرئيس ولسن في خطبته التي ألقاها في 4 يوليو سنة 1918 وضع المبدأ التالي كواحد من المقاصد الأربعة الكبرى التي يحارب الحلفاء من أجلها وهو:

         "حل كل مسألة سواء كانت تتعلق بالأرض أو السيادة أو المسائل الاقتصادية والسياسية يجب أن يبنى على قبول الناس الذين يتعلق بهم قبولا حرا لا على المصالح المادية أو الفائدة لأي دولة أو أمة أخرى ترغب في حل آخر خدمة لنفوذها الخارجي أو لسيادتها" فإذا كان هذا المبدأ سيسود وإذا كانت رغائب السكان في فلسطين سيعمل بها فيما يتعلق بفلسطين فيجب الاعتراف بأن السكان غير اليهود في فلسطين، وهم تسعة أعشار السكان كلهم تقريبا يرفضون البرنامج الصهيونى رفضا باتا والجداول تثبت "ان سكان فلسطين لم يجمعوا على شىء مثل اجماعهم على هذا الرفض فتعريض شعب هذه حالته النفسية لمهاجرة يهودية لا حد لها ولضغط اقتصادى اجتماعى متواصل ليسلم بلاده - نقض شائن للمبدأ العادل الذى تقدم شرحه واعتداء على حقوق الشعب وان كان ضمن صور قانونية.

         وقد اتضح أيضا أن الشعور العدائى ضد الصهيونية غير قاصر على فلسطين بل يشمل سكان سورية بوجه عام فان 72 في المائة من مجموع العرائض في سورية ضد الصهيونية في فلسطين وسورية بالغ أشده وليس من السهل الاستخفاف به فان جميع الموظفين الانكليز الذين حادثتهم اللجنة يعتقدون أن البرنامج الصهيوني لا يمكن تنفيذه الا بالقوة المسلحة ويجب أن لا تقل هذه القوة عن خمسين ألف جندى وهذا في نفسه برهان واضح على ما فى البرنامج الصهيونى من الاجحاف بحقوق غير اليهود. لابد من الجيوش لتنفيذ قرارات جائرة. هذا فضلا عن أن مطالب الصهيونيين الاساسية في حقهم على فلسطين مبنية على كونهم احتلوها منذ ألفى سنة وهذه دعوى لا تستوجب الاكتراث والاهتمام.

         وهناك أمر لا يجوز اغفاله اذا كان العالم يريد أن تصير فلسطين مع الوقت بلادا يهودية وهو أن فلسطين هى الأرض المقدسة عند اليهود والمسيحيين والمسلمين على السواء يهم أمرها ملايين من المسيحيين والمسلمين في العالم ولا سيما ما يتعلق من تلك الأحوال بالعقائد الدينية والحقوق فمسألة فلسطين وما يتفرع منها مسألة دقيقة حرجة ومن المستحيل أن يرضى المسلمون والمسيحيون بوضع الأماكن المقدسة تحت

<3>