إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمناشدة الملك حسين العمل لحقن الدماء
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 737- 738"

بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمناشدة
الملك حسين العمل لحقن الدماء.

عمان، 9/9/1970                                                   (فتح، 10/9/1970)

          إلى أبناء الشعب الفلسطيني والأردني الشرفاء في الجيش العربي الأردني،

          إلى المقاتلين والفدائيين والمليشيا،

          إلى الجماهير العربية في الوطن العربي الكبير.

          تقترف السلطة العميلة في الأردن في هذه الأيام المذبحة الرابعة، ويسقط يوميا عشرات الشهداء والجرحى من أبناء الجيش العربي الأردني والفدائيين والمواطنين، وتقصف السلطة العميلة بالمدفعية الأحياء الشعبية، وتقتل وتروع الأطفال والنساء والشيوخ.

          لقد مارست اللجنة المركزية أقصى درجات ضبط النفس على قواتها، وقدمت تنازلات كثيرة لسلب السلطة كافة ما تتذرع به من حجج حرصا من اللجنة المركزية على حماية الشعب وصيانة المدن والقرى والمرافق العامة والمؤسسات الاقتصادية وإعادة الهدوء والطمأنينة، غير انه أصبح من الواضح تماما ان السلطة العميلة مصممة على تنفيذ المخطط الامبريالي والصهيوني في شن حرب الإبادة ضد الشعب والفدائيين، حتى تحت سمع وبصر اللجنة الخماسية العربية.

          ان السلطة العميلة تمارس الحكم دون الحكومة، وتسيطر سيطرة كاملة على الجيش والأمن العام، وهي التي عبأت الجيش بالحقد والكراهية والإقليمية البغيضة ضد الثورة الفلسطينية والشعب، وهي التي تصدر الأوامر للجيش للتقتيل والتدمير وهدم البيوت، وهي التي تمزق كافة الاتفاقات التي تعقدها الحكومة مع اللجنة المركزية.

          والسلطة العميلة هذه تتكون من مجموعة العناصر الفاسدة المرتبطة ارتباطا مباشرا بالمخابرات الأميركية، والتي تعقد الكثير من اللقاءات مع قادة إسرائيل، وهذه العناصر موجودة في مراكز المسؤولية الفعلية في قيادة الجيش ووحداته الأساسية، وفي الديوان الملكي، وفي أجهزة الدولة الرئيسية الأخرى، كما انها موجودة حول الملك.

          ان هذه العناصر هي المسؤولة عن زرع الفرقة الإقليمية بين أبناء شعبنا، وهي المسؤولة عن التحريض الإقليمي بين العشائر للاعتداء على أبناء شعبنا الواحد في الجنوب وفي أماكن أخرى من البلاد.

          ان هذه العناصر، هي التي تبث السموم وتدس الدسائس على الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية الأردنية، وهي التي تدخل في ذهن الملك زورا وبهتانا، بأن حركة المقاومة الفلسطينية تهدف إلى قلب نظام الحكم، في حين ان هدف الثورة الفلسطينية الوحيد هو تحرير فلسطين أولا وأخيرا وليس قلب نظام الحكم.

          وفي هذه الظروف، ولما كانت العناصر العميلة الفاسدة هي التي تكون السلطة الحقيقية في البلاد، وهي التي تمارس الحكم، ولما كان من الواضح ان هذه العناصر مصممة على شن حرب الإبادة ضد شعبنا، وعلى تصفية الثورة الفلسطينية، لذلك توصلت اللجنة المركزية إلى قناعة تامة، وهى قناعة كل الجماهير، ان الواجب الوطني المقدس لانقاد وحماية البلاد والشعب والثورة الفلسطينية أصبح يقضي إبعاد هذه العناصر المتآمرة عن مواقع السلطة، واستبدالها بعناصر وطنية موثوقة لكي تصبح السلطة سلطة وطنية يطمئن اليها الشعب، وتحقن دماء المواطنين من أبناء الجيش والفدائيين، وتعيد الطمأنينة والهدوء إلى النفوس. ان السلطة الوطنية الأردنية هي القادرة على تصفية الإقليمية البغيضة وعلى ترسيخ وتعميق وحدة شعبنا، وعلى تطهير الجيش والأمن العام وأجهزة الدولة الأخرى من العناصر الفاسدة والعميلة والمرتزقة، وعلى اعادة الحياة إلى مجراها العادي وتعزيز اقتصاد البلاد.

          وان اللجنة المركزية، تناشد الملك حسين، اذا كان حقا يريد حقن دماء المواطنين وإعادة الطمأنينة لهم، بأن يفصل العناصر العميلة والفاسدة عنه، وهي العناصر التي فصلت منذ القديم وتفصل فيما بينه وبين أبناء الشعب، وذلك بالتخلي عن هذه العناصر والموافقة على ابعادها عن مواقع المسؤولية والسيطرة، والاستجابة لمطلب الشعب باستبدالها بعناصر أردنية وطنية موثوقة.

          أيها المواطنون في الأردن،

          يا أبناء محافظات عمان والبلقاء واربد والكرك ومعان

<1>