إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول تفجير الطائرات المدنية التي احتجزتها
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 742 - 743"

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول تفجير الطائرات
المدنية التي احتجزتها.

12/9/1970

 

(الهدف، العدد 60، بيروت،
19 /9 / 1970، ص4)

          استجابة للدوافع الإنسانية، تعلن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انها قامت بإخلاء الطائرات الثلاث التي تسيطر عليها من ركابها، وإخلاء سبيل هؤلاء الركاب ما عدا حوالي الأربعين شخصا ممن ينتمون إلى الجنسيات الإسرائيلية والأميركية والسويسرية والالمانية والانكليزية، والذين بقوا محتجزين لدى الجبهة بعضهم برهن التحقيق، وبقيتهم كرهائن مقابل أسرى الثورة الفلسطينية في كل من إسرائيل وسويسرا والمانيا وبريطانيا.

          لقد دأبت الدوائر الاستعمارية والصهيونية منذ ان قام ثوارنا بالسيطرة على الطائرات التابعة للدول المذكورة، بمحاولة الضغوطات التي لم تكن لتخدم مصلحة الركاب المحتجزين، اذ قامت أميركا بالضغط على حكومة سويسرا كي تتراجع عن قبولها بإخلاء سبيل ثوارنا من سجونها مقابل الطائرة السويسرية وركابها. كما قامت بريطانيا بإعلان مواقف متذبذبة خلال الأيام القليلة الماضية، وكذلك الحكومة الالمانية، في الوقت الذي كانت أجهزة الدعاية الصهيونية والامبريالية تمضي في شن حملة اعلامية كبرى استهدفت تشويه صورة نضال الجبهة، وتصوير هذا النضال بصورة لا انسانية، وتضليل الرأي العام العالمي في ما يتعلق بالأهداف المشروعة التي تم تنفيذ عمليات اختطاف الطائرات من أجلها.

          ان أميركا، زعيمة المعسكر الامبريالي والتي تزمتت، كعادتها، تجاه مطالب ثوارنا العادلة لم يكن همها على الاطلاق سلامة ركاب الطائرات المحتجزة.

          ان الامبريالية التي تعودت على القتل والتدمير في فييتنام وفلسطين وغيرها، كانت خلال الفترة الماضية تدفع الأمور باتجاه تعريض حياة ركاب الطائرات للخطر. قد مارست أميركا، وكذلك بريطانيا، مختلف الضغوطات على الدول المعنية بعمليات الاستيلاء على الطائرات، والدول الممثلة في مجلس الأمن، كي تدفع الأمور باتجاه تدمير الطائرات بمن فيها. وقد كان هذا الأمر واضحا كل الوضوح من خلال النشاطات الدبلوماسية التي شهدها العالم هذه الأيام القليلة الماضية، ومن خلال الحملة الاعلامية التي صدرت عن مختلف أجهزة الاعلام الامبريالية والصهيونية.

          ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عندما قامت بهذه العمليات وغيرها من العمليات سابقا، انما كانت تمارس الطريق الوحيد المتاح لديها لاطلاق سراح ثوارها في السجون الإسرائيلية والامبريالية. وهي بهذا الصدد كانت حريصة كل الحرص على تجنب ايذاء الركاب المدنيين ما أمكن. ولقد كانت أميركا وربيبتها إسرائيل تدركان هذا الحرص لدى الجبهة، وبالتالي فقد سعت إسرائيل والامبريالية من خلال هذا الإدراك، لافشال عمليات سيطرتها على الطائرات المذكورة بقصد استثارة الرأي العام العالمي ضد هذه العمليات، وعن طريق دفع الأمور لإجبار الجبهة على نسف الطائرات بما فيها.

          الا ان الجبهة بفهمها المسبق لأبعاد هذه العمليات ووفقا لخطتها الموضوعة مسبقا، قد فوتت على الامبرياليين والصهاينة المجرمين الغرض الذي سعوا من أجله، اذ قامت الجبهة بإخلاء سبيل كافة النساء والأطفال والمرضى تدريجيا فور وصول كل من الطائرات المسيطر عليها إلى مطار الثورة، كما قامت بنقل الركاب المشتبه بهم والرهائن إلى حيث يتمتعون بظروف حياتية أفضل، ريثما يتم رضوخ إسرائيل والأطراف الامبريالية الأخرى لارادة جماهيرنا الثائرة باطلاق سراح معتقلي الثورة الفلسطينية.

          ومن ناحية أخرى تعلن الجبهة الشعبية بانها قد دمرت الطائرات الثلاث على أرض مطار الثورة هذا اليوم، وذلك تجسيدا للخط الاستراتيجي للجبهة في ضرب المصالح الاستعمارية ولقد بادرت الجبهة إلى نسف الطائرة السويسرية بشكل خاص بعد ان سقطت اقنعة الحياد السويسري الكاذب تحت وطأة الضغط الأميركي الصهيوني، لتتضح حقيقة كون سويسرا واحدة من ضلوع المعسكر الامبريالي. ان مصالح الدول الامبريالية، وعلى رأسها أميركا، التي تم تدمير اثنتين من الطائرات الضخمة التابعة لها على يد ثوارنا، ان مصالح هذه الدول الامبريالية ستظل هدفا لنضال ثوارنا داخل الوطن

<1>