إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) رسالة الملك حسين إلى الزعيم محمد داود بشأن تكليفه تشكيل حكومة عسكرية مؤقتة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6 ، ص 763 - 764 "

          إننا لم نترك في مواجهة هذا الوضع المتردي سبيلا إلا سلكناه ونحن الذين كنا نفاخر الدنيا بان قطرة دم واحدة لم ترق على أرضنا حتى حزيران ( يونيو ) 1967 لاي سبب داخلي برغم كل الارتجاجات الداخلية والعربية. وكان سبيلنا دائما آنذاك وطول حياتنا مقابلة الاساءة بالاحسان ومحاولة الاخذ بكل الفرص للم الشعب وبناء القوة التي لا نجاة الا بتحقيقها على اسلم الاسس. فالسياسة وليدة القوة والقوة سبيل السياسة الى بلوغ الاهداف. وقد دخلت مع نفسي في بحث عميق طويل وساءلت نفسي هل ان زوال هذا الكيان باشخاصه وقادته وقواه وبقية معطياته يخدم القضية المصيرية والوطنية أو القومية من قريب أو بعيد.

          ولقد وصلت بكل قناعة الى ان النقيض هو الصحيح وان لا مجال الا الصمود واعادة الدولة الى مكانتها قمة في الثبات والرجولة واسطورة كفاح ونضال لشعب يستحق الحياة أمين على آمال الاجيال واهدافها في الحرية والوحدة وحياة افضل وفي بذل المستحيل لانقاذ الحق والارض.

          ومن اجل ذلك كله، من اجل المواطن وامنه والحفاظ على روحه وممتلكاته، من اجل طمأنينة الاطفال وسلامتهم، من اجل لقمة العيش التي يحتاج اليها كل انسان، من اجل كرامة الجندي وصون شرفه، من اجل صون الدستور والنظام والقانون، من أجل صون طاقات وقدرات الفدائي الشريف وتمكينه من اداء واجبه، فاني اسند اليكم منصب رئاسة الوزراء وأكلفكم تشكيل حكومة عسكرية موقتة تعمل فورا على تعطيل المخطط المعادي واعادة الامور الى ما ينبغي ان تكون عليه ووضعها في نصابها الصحيح وحفظ الامن واعادة النظام وفرض سلطة الدولة وحمايتها على رعاياها، وصون المقاومة من المخطط المعادي وتحقيق التعاون الايجابي الفعال معها.

          اننا نطلب اليكم معالجة الموقف بما يتطلبه من جهد وحزم وثبات لاعادة الامن والنظام والاستقرار وتنفيذ مقررات اللجنة الرباعية المؤرخة 10 تموز ( يوليو ) 1970 المعقودة بين اللجنة المركزية لحركة المقاومة الفلسطينية والحكومة وما تبعها من اتفاقات بين الحكومة واللجنة الخماسية واللجنة المركزية بما فيه اتفاق 15 ايلول ( سبتمبر ) 1970 والحفاظ على كل ما ينظم علاقات الدولة مع المقاومة وفي الطليعة منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني النظامي المنظم، وتحقيق الخطوات الكفيلة بتمكين المقاومة من اداء دورها المقدس على أكمل وجه مدعومة منا ومن جميع اجهزة الدولة وكل الطاقات القائمة. والله نسأل ان يوفق الجميع الى ما فيه الخير والكرامة.


<2>