إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول استنفار الحزب "والاستعداد لخوض المعركة"
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 768- 769"

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول
استنفار الحزب "والاستعداد لخوض المعركة".

بغداد، 16/9/1970

 

(الثورة، بغداد، 17/9/1970)

          يا جماهير الأمة العربية المناضلة،

          لقد كان الإعلان عن المخطط الأميركي الصهيوني المتمثل بمشروع روجرز لتصفية القضية الفلسطينية، تعبيرا جديا عن تصميم الامبريالية الاميركية على حسم النزاع العربي الإسرائيلي لصالح الوجود الصهيوني في فلسطين. وعلى الرغم من طواعية الظرف الدولي وطمأنينة الامبريالية إلى عدم امكانية قيام عقبات جدية في طريق تحقيق هذا المخطط، وعلى الرغم أيضا من الفرص الإيجابية التي خلقتها الحكومات المتخاذلة التي صنعت هزيمة الخامس من حزيران (يونيو) لتطبيق المشروع الأميركي، فان وقف اطلاق النار على الجبهة الغربية ومن الجانب الأردني لم يكن يعني في لغة المؤامرة الأميركية سوى تحويل الرصاص إلى صدور الفدائيين والتآمر على الجيش العراقي وثورته التي وقفت الموقف التاريخي المعبر عن ارادة الجماهير العربية في كل ارجاء الوطن العربي.

          فقد كانت الاستراتيجية الأميركية الصهيونية تدرك منذ البداية، أي منذ ان وضعت المؤامرة الأخيرة على القضية الفلسطينية، ان مشروع روجرز لا يمكن ان يكتب له النجاح مهما توفر له من شروط دولية ومحلية الا اذا نجحت المؤامرة الأميركية في دفع الحكم في كل من مصر والأردن إلى قمة التخاذل، وقطع الطريق عليهما، فلا يبقى لهما سبيل للعودة أو التصحيح أو التراجع عن هذه الجريمة.

          وقد نجحت أجهزة الإعلام المشبوهة في مصر في القيام بهذا الدور، فخلقت هوة سحيقة في العلاقة ما بين النظام في مصر والثورة في العراق، كما نجحت بؤر الخيانة في الأردن في انجاز المهمة ذاتها والإيقاع ما بين الجيش الأردني والعمل الفدائي، واذا بالمرحلة الثانية من مراحل تنفيذ المشروع التصفوي تبدأ بعد ان تم انجاز المرحلة الأولى وذلك من خلال مجموعة متكاملة من الأحداث والتصرفات:

          1 - المزيد من الالتصاق السياسي والاقتصادي والحربي بين الولايات المتحدة الأميركية والدولة الصهيونية.

          2 - تحركات الأسطول السادس وتظاهرات القوة والتهديد بشبح التدخل الأميركي المباشر في ساحة المعركة، وكذلك الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على العراق في شط العرب.

          3 - ترويض النظام الناصري على المزيد من التنازل المهين بعد ان تم توريطه في الموقف الذي يكاد يستحيل معه الخروج من المأزق.

          4 - دفع بؤر الخيانة في الأردن إلى قمة السلطة لتنفيذ مؤامرة سحق المقاومة الفلسطينية.

          يا جماهير شعبنا العظيم، ان ما يجري الآن على أرض الأردن المجاهد هو جزء من السلسلة الرهيبة التي يعدها التحالف الصهيوني الاميركي لسحق الثورة العربية برمتها. ولا يمكن ان تتوقف شرور هذه الموجة التآمرية الجديدة عند حدود الأردن لأنها تصيب بالخطر جوهر القضية العربية في فلسطين ومواقع الثورة العربية في جميع انحاء الوطن العربي.

          وقد كان واضحا للثورة الصامدة في العراق منذ البداية ان مشروع روجرز انما هو تحد لإرادة الحياة والمصير للأمة العربية جمعاء. فدعت قوى الثورة العربية إلى جبهة صمود عربية تقف في وجه مؤامرة تنفيذ هذا المشروع الاستعماري، وعملت من خلال الاتصال بجميع القوى الرافضة لهذا المشروع من أجل وضع هذه الصيغة الجبهوية النضالية موضع التطبيق، ونبهت إلى المخاطر التي يمكن ان تحيق بقوى الرفض وبأنواع التآمر التي تحاك لها، وطالبت بالإسراع في رسم مخطط مقاومة هذا المشروع وتفشيله.

          وها هي الأحداث تأتي لتؤكد من جديد ان قوى التآمر تتحرك بسرعة أكبر من حركة القوى التي يستهدفها التآمر، وان مصير الثورة في فلسطين وعلى الأرض العربية رهن بوضع جبهة الصمود العربي موضع التطبيق العملي.

          ان الأحداث العسكرية الأخيرة في الأردن تحمل معها اخطارا مباشرة على العمل الفدائي والقوات العراقية في الأردن، وتحمل في طياتها معنى البطش والتصفية للقوى الرافضة والمعيقة للمشروع التصفوي.

          وقد عبر نداء المناضل ياسر عرفات إلى الحكومات العربية عن مدى خطورة هذه الأحداث على مصير الثورة في فلسطين.

          ان القيادة القومية التي تنطلق في تقديرها للمواقف من منطلقات مبدئية تاريخية ومن استراتيجية ثورية رسمها المؤتمر القومي العاشر للحزب تضع كل امكانيات الحزب على الصعيد القومي في حالة الاستنفار والاستعداد لخوض المعركة جنبا إلى جنب مع رفاقهم المناضلين الفدائيين في الأردن ضد المؤامرة الاستعمارية الصهيونية الرجعية،

<1>