إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



رسالة السيد ياسر عرفات إلى الرئيس جمال عبد الناصر، حول حوادث الأردن

رسالة السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، إلى الرئيس جمال عبد الناصر حول الحوادث في الأردن

عمان، 20 سبتمبر 1970
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 25 ديسمبر 1970

الأخ الرئيس عبد الناصر
تحية الثورة وبعد

          تلقيت رسالتكم التي وصلتني في هذه الظروف الدقيقة الحاسمة والتي تتعرض فيها ثورتنا الفلسطينية لأخطر تصفية تهدد كيان ووجود شعبنا اللاجئ الفلسطيني. ومما يحز في النفس أن الرصاص العربي هو الذي يحاول أن يتم ما عجزت عنه قوى الصهيونية والاستعمار طوال خمس سنوات. إن الثورة الفلسطينية التي اعتبرت من أنبل الظواهر التي أنتجها شعبنا تقف الآن في مناقع الدم تواجه المؤامرة بكل شراستها وعنفها وخطورتها، وإن الأيام القليلة القادمة لهي أخطر الأوقات وأدقها على مسيرة النضال لأمتنا العربية جمعاء. وإن الثورة الفلسطينية التي أعلنت مراراً وتكراراً أنها لا تتدخل في أي شأن من الشئون الداخلية للدول العربية، فوجئت بهذه الهجمة الشرسة عليها، يقوم بها وينفذها الجيش الأردني الذي كنا وإياه نقف في خندق واحد في مواجهة العدو الصهيوني ولمدة ثلاث سنوات، وخضنا وإياه معارك كثيرة أهمها الكرامة، وتعرضنا سوياً لطائرات الإسرائيليين ومدافعهم في ظل أقسى الظروف وأقل الإمكانات.

          ولقد كان نداؤكم ولثقة إخوانكم بكم أثرها الكبير في الاستجابة لهذا النداء ، فأعطيت الأوامر فوراً بإيقاف إطلاق النار منا، إذا ما وافق الطرف الآخر على ذلك. ولكننا فوجئنا أن إطلاق النار لم يتوقف منهم منذ ساعة إعلان الحكومة الأردنية ذلك، مما يوضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن نية السلطة في الأردن هي السير في خطتها حتى النهاية، تستهدف تصفية الثورة الفلسطينية. وليس هذا فحسب، بل السير في عمليتها ضد شعبنا الذي يتعرض الآن لعنف وقصف المدفعية الأردنية التي تدك المدينة بلا هوادة ولا رحمة ، وبدون حساب لأطفالنا ونسائنا. هذه المدفعية والدبابات التي كان الأجدر بها أن تكون الآن قائمة بواجبها في تغطية عمليات إخوانهم الفدائيين ضد العدو الصهيوني.

          إن ما يحدث الآن لهو عمل خطير للغاية، وما لم تقف منه أمتنا العربية وشخصكم بالذات، لما لكم من رصيد ومحبة، فإن العواقب الخطيرة التي تهدد، ليس شعبنا فحسب، بل كل أمتنا العربية. وتستدعي العمل السريع والتدخل الفوري بكل الوسائل لإيقاف هذا النزيف الدموي الرهيب بين أبناء الشعب الواحد.

<1>