إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



نداء العقيد الركن سعد صايل، قائد لواء الحسين في الجيش الأردني، إلى القوات الأردنية للالتحاق بالثورة الفلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6 ، ص 802 - 803 "

نداء العقيد الركن سعد صايل، قائد لواء الحسين في
الجيش الأردني، إلى القوات الأردنية للالتحاق بالثورة
الفلسطينية.

21 / 9 / 1970

 

( فتح، 22 / 9 / 1970 )

         إخواني الضباط وكافة الرتب في القوات المسلحة الأردنية، تحية اخوية وبعد، في هذه الظروف الصعبة التى تمر ببلدنا الحبيب أتوجه اليكم بهذه الكلمة التي احاول بها أن أشرح لكم الملابسات والمتناقضات التي عشناها معا وأدت بالتالي الى النتيجة المؤلمة التي يعيشها الجيش والشعب ورجال المقاومة. ان القسم الاكبر منكم ايها الاخوة يذكر تماما ما كان يحاك لتنفيذ المخططات الاجرامية والتي نفذت فعلا في الوقت الحاضر. اذ بدأت العناصر الخائنة بافتعال الحوادث المخزية باسم العمل الفدائي محاولة بذلك استعداء الشعب والجيش، وقد ذهبت لأبعد من هذا حيث اوجدت وغذت التمييز الاقليمي بين أبناء الشعب الواحد، وهذا كله ايها الاخوة كان هو المرحلة التمهيدية لتنفيذ ما يجري في بلدنا الآن بدأ بافتعال الحوادث التي ادت الى التصادم بين الجيش ورجال الثورة، مراعية بذلك ان تحصر هذا الصدام مع بعض المنظمات الفدائية ، لأنها غير شريفة حسب ادعاء السلطة العميلة. وأما تلك المنظمات التي لا تصطدم بها فهي المنظمات الشريفة حسب التصنيف الذي لا ينافس. وهذه المحاولات كانت جميعها لزرع الانشقاق بين المنظمات الشعبية.

         ولكن قادة ورجال الثورة المخلصين فوتوا هذه الفرصة عليهم اكثر من مرة. ولكن الاصطدامات حدثت، وبعد كل اصطدام يتم اجتماع الطرفين ويتم التفاهم ويعلن للجميع. وهكذا عشنا فترة ليست بالقصيرة في هذه الحالة، وكأنها اسطوانة تكرر عند الحاجة ان هذه المرحلة كانت بداية العمل لتعطيل العمل الفدائي وكبح جماحه. وتعلمون ايها الاخوة ان بعد كل تفاهم كان يتم، حيث كنا نعتقد في كل مرة ان هذا الحادث سيكون هو الاخير، ولكن للاسف بعدها تبدأ التحضيرات للمرحلة المقبلة بشحن النفوس واستعداء ابناء الشعب على بعضهم البعض، وانتم تذكرون جيدا ما كان يقال لنا بأن الفدائيين قد استباحوا أعراضكم وكنتم في كل مرة بعد انتهاء الحوادث، تزورون بيوتكم، ولا تجدون شيئا مما كان يقال لنا. ان الوعي والاخلاص الصادق الذي ابديتموه قد فوت الكثير على أولئك الخونة، لدرجة أنهم أصبحوا يدعون بأنهم هم الحريصين على تحرير الارض، وان هذا هو هدفهم، ولا هدف لهم غيره ، محاولين بذلك استرضاءنا جميعا، ولكنهم في نفس الوقت كانوا مستمرين في مخططاتهم الاجرامية. وبعد ذلك ايها الاخوة، بدأت ظواهر الازمة التي نعيشها الآن، وفي هذه المرة أرادت السلطة ان تكون المعركة فاصلة ونهائية، وبدأت الاوامر والتعليمات تصدر لنا لتضييق الخناق على قواعد الفدائيين، لحصرها وعزلها تمهيدا لضربها. كنت أعلم بلا شك بأن ما سنقدم عليه معناه قتل الجندي والفدائي وابن الشعب واهلنا جميعا، وهذا ما كنت اقوله لاخواني القادة والضباط في لواء الحسين، وطلبت منهم بأن علينا جميعا ان نمنع المجزرة بأي ثمن، وكان التجاوب عظيما. إلا أن كل ما كنا نقوم به كان يهدم بلحظات لان المحاولات الاستفزازية من قبل بعض الوحدات كانت مستمرة. وبعد ذلك جاءت اللحظة الحاسمة، وتأكدت من أن الاصطدام سيقع حتما، بأننا مقبلون على حرب لا يشرفني ان اشترك بها وألوث يدي بالدماء، وهنا قررت الالتحاق بصفوف الثوار لأدافع عن الحق بقدر ما أستطيع.

         أيها الاخوة، أنني أعلم كل الظروف التي تمر بكم الآن، ورغم كل هذا مطلوب منكم جميعا ضباطا وأفرادا ان توقفوا المجزرة وتلتحقوا بصفوف الثورة للدفاع عن انفسكم وأهلكم والله الموفق.


<1>