إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



برقية السيد ياسرعرفات إلى مؤتمر الملوك والرؤساء العرب في القاهرة حول الوضع في الأردن
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 803- 804 "

برقية السيد ياسرعرفات، رئيس اللجنة المركزية لمنظمة
التحرير الفلسطينية، والقائد العام لقوات الثورة
الفلسطينية، إلى مؤتمر الملوك والرؤساء العرب في
القاهرة حول الوضع في الأردن.

22/9/1970

 

( فتح ، 23 / 9 / 1970 )

         الأخوة الملوك والرؤساء العرب - مؤتمر القمة - القاهرة:
         عمان تحترق لليوم السادس، والآلاف من شعبنا تحت الأنقاض تعفنت جثثهم. عشرات الآلاف من البيوت هدمت، مئات الآلاف من شعبنا في الشوارع والمساجد شردت بلا مأوى، قتلانا في الساحات تناثرت جثثهم، الجوع والعطش يفتك بالباقي من أطفالنا ونسائنا والشيوخ. ومدافعهم ودباباتهم لا تزال تقصف وتدمر، رغم كل عهودهم لكم. إنها مجزرة لم يشهدها التاريخ. لقد حاولنا باستمرار أن نجنب بلدنا هذه المذبحة، وحاولنا أكثر من مرة أن نقيم معهم اتفاقا، ولكنهم في كل مرة كانوا يغدرون، ولجانكم التي أرسلتموها تعرف كل التفاصيل. لم نعد نثق بأحد منهم ولا بشرفهم. إصرارهم على الإبادة لشعبنا مستمر، تآمرهم أصبح واضحا، ومكشوفا بالوثائق، وبعد أن فشلوا في أن يدمروا كل شعبنا أصبح الإنزال الأميركي بترتيبهم مسألة ساعات.

         بحر من الدم، وعشرون ألفا من شعبنا بين شهيد وجريح يفصل بيننا وبينهم. من بين قتلانا، من بين الركام، من بين أنقاض شعبنا الصامد أخاطبكم. كان بودنا أن نكون معكم لنضع لقب المجرم في موضعه، ولكن واقعنا الآن يفرض علينا البقاء بين أهلنا نواجه مصيرنا معا. أنا عاجز أن أصف لكم صورة المأساة كما نعيشها هنا. لذا أدعوكم باسم هذا الشعب أن تنتقلوا بمؤتمركم إلى عمان فورا، لتروا بأنفسكم حجم الجريمة وبشاعة المجزرة، وحتى تحس جماهير شعبنا أن هناك بعضا من أمتهم، وبعد ستة أيام، قد جاءوا ليتحملوا مسؤوليتهم أمام الله والتاريخ. شعبنا رغم كل الخسائر والتضحيات التي بذلها صابر مثابر على مواصلة الطريق يشقها عبر آلامه ودمائه وشهدائه حتى ينصره الله، اللهم اشهد، كانت مجزرة. اللهم اشهد أني قد بلغت. فليحكم الله بيننا، ومن يكن مع الله فإن الله ناصره.


<1>