( تابع ) بيان حزب الكتائب اللبنانية حول موقفة من الأزمة اللبنانية واستمرارها والتوطين والتجديد لقوات الردع العربية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1979، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 15، ط1، ص 75 - 77 "

من جهة ومطالب هذه الفئة او تلك، من الحكم والسلطة من جهة ثانية.

         ان اصلاح النظام حاجة يجب ان تلبى بلا ريب، ومن الضروري ان ينصف لبنان ابناءه .. كل ابنائه. ولكن، لكي يتم ذلك، يجب ان يبقى لبنان، وأن يبقى واحدا. وهي الحاجة التي يجب ان تلبى ايضا وقبل اية حاجة اخرى.

         رابعا - ولكي يبقى لبنان يجب ان يقرر اللبنانيون " اي لبنان يريدون " وحول هذا الشأن يجب ان يكون الوفاق.

         واذ تكرر الكتائب اللبنانية هذا الطرح، فليس لان لبنان يمكن ان يكون على هذا النحو او ذاك، او بهذه الهوية او تلك، فجاز، في كل حين، ان تطرح هويته على بساط البحث ويعاد النظر في طبيعته.

         وليس كلما خطر لأحدنا ان يبدل ويغير في طبيعة الوطن، يجب ان نختلف، لكي نفتش من جديد عن لبنان الذي يجمعنا.

         انما لبنان، لكي يؤدي مهمة بين سائر الاوطان، تدعوه اليها طبيعته وتكوينه الحضاري، فاذا تخلى عنها كان كمن يتخلى عن ذاته. ومعنى ذلك ان لبنان لا يستطيع ان يكون وطن التعايش بين الاديان والحضارات، وأن يكون، في الوقت نفسه، مقلدا لسائر الاوطان.

         وفي اعتقاد الكتائب انه اذا تخلى لبنان عن رسالته الاساسية ومبرر وجوده، او ارغم على هذا التخلي، فلن يكون اسلاميا كما هي البلدان الاسلامية. ولن يكون مسيحيا كما هي البلدان المسيحية كما لن يكون " عربيا " كما  يرتجيه بعض العروبيون، بل سيكون مثل اي كائن مرغم على تقليد سواه وعلى القيام بأدوار ليست له ولا هي من طبيعته. ولن يكون مستغربا ان يستمر كما هو الآن، ارضا سائبة تصدر الفوضى والاضطرابات الى المنطقة كلها.

         خامسا - في ضوء ما تقدم، ترى الكتائب اللبنانية ان الاستمرار في ارغام لبنان على التخلي عن مهمته الاساسية، بغية وضعه في تصرف الثورة الفلسطينية، كليا او جزئيا، مؤقتا او بصورة دائمة، استمرار في المجازفة به وبقضية فلسطين وبالسلام في المنطقة. فوجب اعفاؤه من هذه المهمة في اقرب وقت مستطاع وقبل فوات الاوان. وقد يكون ذلك السبيل الوحيد لتفشيل مشاريع التوطين المستوحاة من سياسة الامر الواقع وعجز لبنان عن رفضه ومقاومته، وغني عن القول ان التوطين، عدا عن انه يكرس تقسيم الارض والشعب في بلادنا، يدفن

<3>