العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (1) رسالة وزير الخارجية المصرية إلى مستر بيفن وزير خارجية بريطانيا
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص587 - 588"

على تحقيق ما يهدف إليه الميثاق. وتصبو إليه قلوب الناس جميعا من استتباب الأمن الدولى ونشر السلام فى الأرض واحترام حقوق الناس".

         ومن الخير ولا ريب أن تكون هذه العبارات الواضحة الصريحة. نصب أعين الطرفين فى كل جهد يبذل لمواجهة الموقف.

         4 - ومن الخير كذلك أن تؤخذ فى الاعتبار حالة الرأى العام المصرى وتطور وعيه القومى وللرأى العام المصرى أهميته الكبرى فى الشرق الأوسط. وقد أصبح يعتقد بعد تجارب قاسية متوالية أنه لا فائدة من المفاوضة إلا على أساس جلاء القوات البريطانية جلاء ناجزا وصيانة وحدة مصر والسودان تحت التاج المصرى، وأن مصر لا تستطيع أن تنهض بنصيبها كاملا فى خدمة السلام العام قبل أن تصان حقوقها الوطنية صيانة كاملة.

         5 - إذا بادرت الحكومة البريطانية بالموافقة على هذه الأسس فإن الحكومة المصرية ترحب بالدخول معها فى محادثات للتفاهم على ما يجب عمله لمواجهة الأخطار التى تهدد الأمن الدولى واستقلال الشعوب وبقصد الوصول إلى تسوية عملية تجمع بين الاستقلال التام لمصر والسودان باعتبارهما وطنا واحدا وبين المساهمة الجدية فى الجهود المبذولة لدفع الخطر الشيوعى الدولى.

         6 - يذكر سعادة المستر بيفن فى هذا الصدد بأنه (أى المستر بيفن) قال له عندما تحادثا فى 28 يناير الماضى "ليس مهما أن يكون بيننا معاهدة مكتوبة. ولكن المهم تبادل الثقة وتوافر الاطمئنان".

         7 - ينتظر الوزير ردا سريعا. لأن الرأى العام المصرى شديد القلق على قضيته الوطنية وعلى مصائر السلام فى الشرق الأوسط.

         مارس سنة 1950

<2>