إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



العودة إلى المفاوضات
1 - مفاوضات سنة 1950 - 1951 - تابع (26) بيان السفير البريطاني للصحف في 17 أغسطس 1951
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 683 - 685"

         (إقامة العلاقات البريطانية المصرية على أساس من شأنه أن يبقى على أحسن العناصر فى العلاقات الوثيقة التى ربطت طويلا بين بلدينا ويحسب فيه - فى الوقت نفسه - حساب الحقائق المتعلقة بالموقف الخطر الذى يجد العالم المتمدين نفسه فيه الآن).

         فلماذا ترغب الحكومة البريطانية رغبة صادقة فى أن تقيم علاقاتها مع مصر على مثل هذا الأساس؟ والجواب على ذلك هو أن الشعب البريطانى يدرك إدراكا راسخا أن هناك مصالح مشتركة تربط بينه وبين الشعب المصرى لحماية السلم والقيم التى تقوم عليها الحضارة فى العالم.

         والشعب البريطاني يدرك مقدار الخطر الذى يتهدد العالم الحر اليوم. ولا يستطيع أن يعتقد أن الشعب المصرى أقل منه إدراكا لهذا الخطر. طالما أن مصر كما جاء فى بيان المستر موريسون:

         (تحتل جسرا بين قارتين. وتسيطر علي نقطة اتصال حيوية فى المسالك البحرية بين نصفى الكرة الأرضية الشرقى والغربى. فهى بهذا الوضع هدف ذو أهمية قصوى لأية دولة معتدية فى الحوض الشرقى من البحر الأبيض المتوسط. وعلى الدول الواقعة عليه)

         ولم ترفض الحكومة البريطانية فى يوم من الأيام أن تدخل فى اعتبارها الشعور الوطنى فى مصر ولكنها تحث مصر على أن تدرك، كما قال المستر موريسون:

         (أنه ليس من الواقعية فى شىء أن تزعم أن فى اسطاعتها تفادى الخطر برفض السماح لنا بالمشاركة فى تنظيم الدفاع عن هذه المنطقة فليس فى استطاعتها أن تقف وحدها للدفاع عن أراضيها كما لا نستطيع نحن بمفردنا الدفاع عن أراضينا نفسها).

         وإذن فليس هناك من ينكر، أو يحاول الاعتداء على حقوق مصر باعتبارها دولة مستقلة ذات سيادة وقد أوضح مستر موريسون ذلك فى خطابه إذ قال:

         (وقد قام شعبنا بالاشتراك مع شعوب شمال الأطلنطى وشعوب الكومنولث بتحميل أعباء ثقيلة فى زمن السلم من أجل تحقيق السلامة للبلدان التى تشاركها فى المدنية العامة التي ورثناها جميعا. وأنى لأدعو مصر للمشاركة - مشاركة الند للند - فى هذا المجهود العام الذى يبذل لضمان سلامة العالم. فنحن نريد أن ننظم علاقتنا على أساس جديد كل الجدة).

         ومن العسير أن نرى كيف تستطيع الحكومة البريطانية أن تبسط وجهة نظرها عن العلاقات التى ترغب فى إقامتها مع مصر بطريقة أو أسلوب أوضح من ذلك. وإنى شخصيا أجد أنه من العسير. على أن أعتقد أن الشعب المصرى كان سيظن - إذا ما كانت كلمات المستر موريسون قد نقلت بأمانة فى مصر - أن الحكومة البريطانية تسعى إلى قطع المفاوضات أو أنها فى محادثتنا قد نشدت سوى أحسن الوسائل لخدمة مصالحنا المشتركة مع احترام حقوق مصر كعضو حر يقف معنا على قدم المساواة مع بقية أعضاء مجتمع الدول الحرة الذى ننتمى إليه.


<2>