إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان الملك حسين إلي الشعب حول موقف الأردن من اتفاق كامب ديفيد
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج14، ط1، ص 555 - 559 "

القرارات الصعبة التي يتطلبها الظرف والواجب العربي. وفي هذا الموقع اقول: ان العالم بأسره يعجب كيف أن أمة تملك اليوم هذه الموارد الهائلة، والثروات الضخمة، والموقع الستراتيجي الفريد، لم تتمكن حتي الآن من وضع هذه الموارد الضخمة والامكانيات العظيمة في خدمة قوتها الذاتية، وقدرتها على الصمود ومجابهة التحديات وبناء المستقبل على اسس سليمة صالحة.

         ان الاردن وهو يقف في مقدمة النضال العربي من اجل الحقوق العربية المشروعة، والسلام العادل، يتوقع من الدول العربية الشقيقة ان تقف الى جانبه، وتشاركه مسؤولياته الكبرى، وان تتحمل نصيبها من واجبات القضية الفلسطينية التي تتعلق بجميع العرب ولا تقتصر على بعضهم.

         في هذا الاطار، اود ان اؤكد من جديد، باسمكم جميعا، موقفنا من الصراع الدائر في منطقتنا ومن قضية السلام ومسؤولياته.

         ان الاردن مع السلام العادل. والاردن يؤيد تحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وللصراع الذي نجم عنها ويستمر بسببها. الاردن لم يقف في السابق موقف المتفرج تجاه مسألة الحقوق الفلسطينية، وتجاه الاحتلال الجاثم على الارض العربية المحتلة منذ حزيران [ يونيو ] عام 1967، وتجاه الجهود الدولية المبذولة لاحلال السلام على أساس تسوية عادلة. لقد ساهمنا في استصدار قرار مجلس الامن 242 في تشرين الثاني [ نوفمبر ] عام 1967. ولقد قبلناه، وتعاونا مع كل الجهود الدولية التي بذلت على اساسه ولاجل تطبيقه. وكانت غاية الاردن، من ذلك، تحقيق تسوية عادلة شاملة يتم، بموجبها، جلاء الاحتلال الاسرائيلي عن جميع الاراضي العربية المحتلة، ويتسنى للشعب الفلسطيني فيها ممارسة حقه في تقرير المصير بحرية كاملة، ويقوم على اساسها سلام دائم مقبول. يعلم كل العرب اننا لم نتخل يوما عن مسؤوليتنا تجاه الاخوة في الارض المحتلة، ويعلم العالم اننا لم نتخل قط عن مسؤوليتنا تجاه السلام في منطقتنا . ولكن الكل يعلم ايضا اننا، في سعينا لانقاذ الشعب والارض العربية وقضية السلام، لم نضح قط بمبادئنا وكرامة أمتنا وتراثنا والتزاماتنا التي نحتضنها ونعتز بها.

         هذا الموقف تعرفه جيدا الولايات المتحدة الاميركية وباقي دول العالم. وعندما جاء الرئيس الاميركي، جيمي كارتر، لمسؤولية الرئاسة الاميركية، استوعب بسرعة حقائق الاوضاع في المنطقة، وابدى تفهما

<4>