إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان الملك حسين إلي الشعب حول موقف الأردن من اتفاق كامب ديفيد
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج14، ط1، ص 555 - 559 "

التاريخية، فرقا واضحا نعرفه. نحن مع الاولى وضد الثانية. وحرصا منا على المسؤولية الكاملة، وعلى ابقاء السبل مفتوحة أمام فرص السلام والحل العادل، فاننا لم نتخذ مواقف عاطفية او انفعالية تجاه التطورات الاخيرة. لقد أعلنا اننا لسنا طرفا في قرارات كامب ديفيد، واننا لا نعتبر انفسنا مرتبطين بأية التزامات تترتب على المشاركين فيها. وفي نفس الوقت، عملنا على فتح حوار جدي مع الولايات المتحدة، يستهدف استيضاح مختلف جوانب الموقف الاميركي من الحل الشامل، ويسعى لتصويب الاسس التي يجري على أساسها العمل لتحقيق التسوية والسلام الدائم. وأعلنا اننا لن نغلق بابا يمكن أن يؤدي لانقاذ الشعب الواقع تحت الاحتلال، ويحرر الارض العربية، ويحقق السلام العادل الذي يرضى به الضمير العربي.

         هذا الموقف هو الموقف الذي نعتبره اقرب ما يكون لخدمة الاهداف الوطنية المشروعة لشعبنا وأمتنا، وأقرب ما يكون للواقعية وللمسؤولية وللالتزام بمصالح اخوتنا تحت الاحتلال واقطارنا التي يمتد الى أراضيها عدوان الاحتلال. وهو موقف طرحناه، ايضا، امام الدول العربية الشقيقة ليكون مفهوما لديها، ولكي تقف معنا، ونحن نتبناه ونحمله للعالم.

         لقد سمعنا رأيا دوليا يقول بأن على العرب ان يتحلوا بالصبر والواقعية، وبأن قبول الاطراف العربية بالحكم الذاتي لابناء الارض المحتلة يسمح بزرع بذرة الكيان الوطني الفلسطيني المتنامي الذي لن تستطيع اسرائيل الوقوف في وجهه حين ينضج ويقوى عوده خلال السنوات القادمة، وان هذا سيؤدي بالضرورة لتقرير المصير والجلاء الاسرائيلي. ان الاردن، كدولة ملتزمة بالغايات القومية المعروفة، وبحكم معرفته بما يخطط له الخصم الاسرائيلي وما ينفذه، يؤكد ان هذا المنطق يبقى قاصرا ما لم يقترن بالتزام واضح بأن نهاية الطريق ستؤمن مبادىء التسوية العادلة التي أجمع عليها العالم. ان اسرائيل تزرع المستوطنات والسكان الاسرائيليين في الارض المحتلة كل يوم، وتغير معالم الارض المحتلة ماديا وسكانيا، وزعماء اسرائيل يصرحون بأن المفاوضات مع الجانب العربي لن تحول دون مطالبتهم بالسيادة على الضفة الغربية وغزة خلال المفاوضات وبعد مرحلة الانتقال، ويكررون كل يوم بأن القدس العربية جزء من عاصمتهم الى الابد. في هذا المجال أقول:

ان القدس العربية امانة عربية اسلامية منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لا يملك

<6>