إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



خطاب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في أبناء فلسطين بمنطقة أريحا
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 78 - 82"

خطاب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في ابناء فلسطين بمنطقة اريحا **

اريحا 3/3/1965 (العمل - التونسية - 7/3/1965)

        اني شديد التأثر من هذه المناظر وشديد الاعتزاز كذلك. اما تأثري فلما شاهدت من آثار النكبة التي منينا بها في فلسطين منذ 17 سنة واما اعتزازي وتفاؤلي فلما لمسته من حماس وارادة حديدية وتصميم على استرجاع الحق كاملا غير منقوص.
        تعلمون ان الشعب التونسي كان ابان النكبة مغلوباً على امره يعاني وطأة الحكم الاستعماري المباشر ومع ذلك فقد اسهم في القيام بالواجب المقدس وشارك في حرب فلسطين اذ وفد التونسيون شبابا وكهولا من كل انحاء القطر التونسي كي ينالوا شرف المشاركة في النضال من اجل الارض اسلامية عربية شقيقة لا يفرقون بينها وبين الارض التونسية، ثم خاضت تونس معارك عنيفة وكفاحاً مريرا حتى تخلصت من الاستعمار ووقفت على قدميها واقامت دولة عربية اسلامية في ارض مطهرة من كل ازدواج او احتلال ومن كل هيمنة او نفوذ أجنبي.
        لكننا نعتبر في تونس اننا لانزال مقصرين وان علينا واجبات يتحتم ان نقوم بها لتخليص كل شبر من الوطن العربي الكبير وقد اكدت في الكلمة التي القيتها في مؤتمر القمة العربي الاول ان تونس تسخر كل امكانياتها لتدعيم الصف العربي وللخروج من هذه المعركة الفاصلة والنصر المبين يكلل جبيننا. لكن ما اريد ان الفت اليه نظركم اصحاب الحق السليب كما كنا نحن اصحاب الحق الذي استبد به الاستعمار في تونس هو انه يجب ان تكونوا في الصف الاول من هذه الواجهة التي تعمل على حماية فلسطين انني اصارحكم بما اعتقده في قرارة نفسي وما آمنت به من بعد تجربتي في الكفاح من اجل التحرر والانعتاق التي دامت  34 سنة فان دوركم في المعركة هو الدور الاول، وهذا ما يجب ان تضعوه نصب اعينكم في قرارة نفوسكم وعقولكم، واذ اخاطب في هذه اللحظة الامة العربية وكل العرب الذين يعتبرون هذه القضية قضيتهم اريد ان الفت نظركم الى ان تجربتي الشخصية في كفاحي الطويل اكدت لي ان العاطفة المشبوبة والاحاسيس الوطنية المتقدة، التي ارى


** أثار هذا الخطاب وما تلاه من تصريحات على لسان الرئيس بورقيبة بمقترحاته والخاص بمقترحاته المتعلقة بالقضية الفلسطينية ضجة في الأوساط والقوى السياسية والشعبية في المشرق العربي وقد نشرنا هذا الخطاب كما أوردته جريدة "العمل" التونسية بسبب عدم نشره كاملاً في أية صحيفة من صحف المشرق العربي.

<1>