إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في أبناء فلسطين بمنطقة أريحا
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 78 - 82"

نموذجا حيا منها على وجوهكم لا تكفي لتحقيق الانتصار على الاستعمار فهي وان كانت شرطا اساسيا وضروريا غير كافية، بل لا بد مع الحماس والاستعداد للتضحية والموت والاستشهاد من قيادة موفقة تتحلى بخصال كثيرة ولا بد من رأس يفكر ويخطط وينظر الى المستقبل البعيد.
         والكفاح المركز يقتضي فهم العدو ومعرفة امكانياتنا الحقيقية وتقدير امكانيات الخصم وضبطها بأكثر ما يمكن من الموضوعية والتحري والتثبت حتى لا نرتمي في مغامرة أخرى تصيبنا بنكبة ثانية وتعود بنا أشواطا بعيدة إلى الوراء هذا ما يجب ان نفكر فيه ونقرا له حسابه ولذا لا بد لنا من الصبر ومن التخطيط ومن توفير الأسباب وتهيئة البشر والعتاد وحشد الانصار والحلفاء ويجب ان نعطي لهذا العمل وقتا كافيا وان لا نتسرع ونرتمي في المعركة الحاسمة قبل ان نوفر اكثر ما يمكن من أسباب النجاح على اننا مهما وفرنا من هذه الأسباب فلا بد لنا من ان نتكل على الله فنحن على حق والحق يعلو ولا يعلى عليه.
       ان توفير أسباب النجاح من خصائص القادة والزعماء والمسؤولين وهذه الأسباب كانت تنقصنا في السنين الماضية حين خضنا المعركة وسنعمل ان شاء الله بكد وجد واخلاص وصدق على توفيرها للمعركة المقبلة وسيكون هذا نصب أعيننا في ندوات القمة وفي الاجتماعات التي تليها وفي كل أعمالنا الإيجابية. وعلينا ان ننتفع بالتجارب السابقة وان نمعن النظر لكي نتمكن من ضبط المعطيات التي تتغير وتتطور بتطور الزمن ومن ضبط القوى التي يمكن ان نعتمد عليها والقوى التي يستند اليها العدو ولقد بدأنا هذا العمل الإيجابي ولكنه لم ينته بعد وهو يحتاج الى جانب عظيم من الصدق والإخلاص والجدية والشجاعة الأدبية.
        ان الإكثار من الكلام الحماسي أمر سهل وبسيط للغاية اما ما هو اصعب واهم فهو الصدق في القول والإخلاص في العمل ودخول البيوت من أبوابها واذا اتضح ان قوانا لا قبل لها بمحق العدو ورميه في البحر فعلينا ان لا نتجاهل ذلك بل يجب أن ندخله في حسابنا وان نستخدم مع مواصلتنا الكفاح بالسواعد ، الاستراتيجية وان نستوحيها في مواقفنا حتى نتقدم نحو الهدف مرحلة بعد مرحلة مستعينين في ذلك بالحيلة والجهد فان الحرب كما لا يخفى كر وفر فهكذا انتصر أجدادنا في المعارك العظيمة التي دوخوا بها العالم واذا كان من حق الشخص العادي ان يتحمس للهدف النهائي ويتخذ منه قمرا يعينه على السير إلى الأمام فان على الزعيم المسؤول عن المعركة ان يتثبت من طريق الموصل الى الهدف وان يدخل في حسابه المنعرجات التي قد يضطر الى اتباعها لاجتياز العراقيل   

<2>