إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) كلمة السيد صدام حسين الرئيس العراقي في افتتاح المؤتمر القومي الشعبي
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 383 - 386"

         وقد استطاعت قيادة الحزب والثورة ضرب الاحتكارات العالمية بتأميم النفط بكافة مراحله وعملياته وتوجيه عوائده الضخمة في تحقيق تنمية شاملة، وكذلك في استخدام النفط سلاحا حاسما في معارك العرب القومية المصيرية ضد أعدائهم الإمبرياليين والصهاينة والمستسلمين.. ولقد هدفت ثورة تموز من كل إجراءاتها، إلى تحرير الإنسان العربي واطلاق طاقاته المبدعة وتبديد مخاوف المستقبل واستثمار الكفاءات والعقول العربية لبناء وطننا بقدراته الذاتية الواسعة وبجهود إنسانية مشتركة تستند إلى قومية الثورة وعروبة الأرض.

         ذلك لأننا ننطلق من ادراك واع، ان صراعنا مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والأراضي العربية، صراع حضاري شامل ومتكامل، يتطلب استنهاض قوى الأمة وحشد إمكاناتها وجهودها وتعبئة أسلحتها العسكرية والاقتصادية والثقافية على قاعدة علمية متطورة ومستوى حضاري مقتدر.

         أيها الرفاق:-

         ان مسحا سريعا لخارطة الوطن العربي السياسية يتكشف عن ثلاثة اتجاهات تحكم مواقف القوى والأنظمة الراهنة: -

         الأول: خط مرتبط بالإمبريالية بمختلف قواها الرئيسية، يرى ان استمراره وبقاء امتيازاته ومواقعه مرهون بتنفيذ مشيئة العواصم الغربية الاستعمارية وسد نهمها النفطي واستهلاك منتجاتها الصناعية والتناغم مع مخططها في سلب حقوق الجماهير وحرياتها الديمقراطية.

         الخط الثاني: خط لا يحرص على السيادة القومية والاستقلال القومي. وقد اصبح مرتبطا بقوى عالمية تحت ذرائع عقائدية لا يمكن ان تغطي حقيقته التابعة لتلك القوى.

         أما الخط الثالث: فهو الخط القومي المستقل المؤمن بتغليب مصلحة الأمة على ما سواها، والدفاع عن حقوقها وكرامتها، والتحرر والانعتاق من أية قوالب فكرية جامدة أو شروط سياسية مسبقة تكبل إرادته الاستقلالية.

<4>